خـالد الخــلاوى يكتب: الدرس اليابانى للمشجعين العرب

الأربعاء، 04 نوفمبر 2009 11:35 ص
خـالد الخــلاوى يكتب: الدرس اليابانى للمشجعين العرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ركز الإعلام الرياضى السعودى مؤخرا بعد نهاية مواجهتى الذهاب والإياب لدور نصف النهائى لدورى أبطال أسيا فى نسخته الحالية، والتى جمعت فريق الاتحاد السعودى وفريق ناجويا اليابانى، على نقطة هامة لفتت الانتباه تتعلق بسلوك المشجعين اليابانيين، الذين رافقوا فريقهم فى مواجهة الذهاب التى أقيمت فى مدينة جدة، حيث قام هؤلاء المشجعون بعد نهاية المباراة بتنظيف أماكن جلوسهم فى مدرجات الملعب ولم يغادروا أماكنهم حتى تأكدوا من عدم وجود أى بقايا للأطعمة التى تناولوها أثناء وقت المباراة، ولم تمنعهم الهزيمة الساحقة التى تلقاها فريقهم من الاتحاد، والتى بلغت ستة أهداف من القيام بهذا الإجراء، والذى يعتبرا إجراء غريبا للأسف فى الملاعب السعودية، وحتى هنا فى الملاعب المصرية ومعظم الملاعب العربية الأخرى، حيث جرت العادة أن تترك المدرجات فى حالة فوضى شديدة بسبب بقايا الأطعمة الخفيفة وشعارات الأندية والعصى وآلات العزف المحطمة من أثر الهزيمة بالنسبة لأنصار الفريق الخاسر، ناهيك عن تحطيم بعض مرافق المدرجات كالكراسى والحواجز فى بعض الحالات الشديدة.

ولذلك اعتبر تصرف المشجعين اليابانيين هذا، بمثابة تأكيد جديد على تطور هذا الشعب الذى بلغ مرحلة عظيمة من الحضارة والتقدم فى جميع المجالات. كما قدموا درسا مجانيا فى كيفية تعلم السلوك الانضباطى فى ملاعب كرة القدم، حتى وإن كانت النتيجة عكسية أو غير مرضية لأحد الطرفين، حيث إن هذا الأمر لا يمنع من الالتزام بالنظام والسلوك القويم، وهو الأمر الذى نفتقده فى معظم الملاعب، خاصة فى السعودية ومصر الدولتين اللتين لهما ثقلهما فى المنطقة العربية، حيث تكثر الشتائم اللاذعة فى المدرجات التى تلقى على اللاعبين والمدربين وتعم الفوضى معظم مساحات المدرجات وتتحول المباريات إلى معارك طاحنة، ثم تترك المدرجات بعد نهاية المباراة فى حالة يرثى لها وسط فوضى عارمة.. المختصر المفيد هو أننا بحاجة لأن نجعل لقاءاتنا العربية مع الفرق الأجنبية فرصة لتعلم جوانب كثيرة تنقصنا فى مجتمعاتنا العربية، ولا يجب أن نحرص فقط على تحقيق الفوز الذى مصيره إلى النسيان فى حين تبقى الأمور الإيجابية الأخرى التى نتعلمها من خصومنا الأجانب هى التى سوف تؤثر فى سلوكياتنا للأبد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة