د. محمد عبداللطيف

حرب مصر والجزائر!

الأربعاء، 04 نوفمبر 2009 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب انتهاء مباراتى زامبيا ومصر والجزائر ورواندا الشهر الماضى وبعد عودة الأمل لمصر مجددا فى الوصول لكأس العالم بجنوب أفريقيا، تحولت البرامج الفضائية المصرية خاصة الرياضية منها إلى وصلات من الردح والكيد والمهاترات الإعلامية غير المبررة والمتوقع لها أن تستمر حتى يوم المباراة 14 نوفمبر، وربما بعدها! كل هذا جعل البعض يشعر بأن المباراة المرتقبة ليست مجرد مباراة كرة فاصلة وإنما حربا بين البلدين!

ارتكب عدد من الإعلاميين فى هذه الفضائيات خطأ فادحا عندما حاولوا الإيقاع بين جماهير البلدين ظنا منهم أن هذا العمل سيزيد شعبية برامجهم ويزيديهم شعبية ويؤكد على وطنيتهم، وكأن تشجيع مصر بهذه الطريقة هو السبوبة الوحيدة لهم لتحقيق هذه المكاسب، وللأسف يتحمس لهذه النوعية من المهاترات مجموعة من جماهير الكرة على منتديات الإنترنت الكروية وربما يزداد الأمر خطورة إذا حدث ما لا يحمد عقباه يوم المباراة المرتقبة.

للأخوة الجزائريين مواقف غريبة كثيرة معنا فى تاريخنا الكروى الحديث مثل إثارة فريقهم للشغب فى مباراتهم مع مصر بتصفيات لوس أنجليس الأولمبية عام 1983، وتهديد جماهيرهم لعلى بن ناصر حكم مباراتهم معنا فى 17 نوفمبر 1989 بالقتل قبيل تلك المباراة الشهيرة، وبعد ذلك تعديهم على منتخب مصر الأوليمبى الذى ذهب للعب فى بطولة أفريقيا 1990 بالجزائر بدلا من المنتخب الأول، ثم تأتى أحداث مباراة عنابة عام 2001 تلك المباراة ذات الجو الإرهابى الجماهيرى التى احتفلوا فيها بمساعدتهم للسنغال للتأهل لكأس العالم بكوريا واليابان على حساب مصر، بعد التعدى على فريقنا بالملعب وخارج الملعب.

وربما يضيف البعض حادثة الأخضر بلومى واتهامه بفقع عين طبيب مصرى عقب مباراة 1989، ولكنى أراه حادثا فرديا ومشاجرة حدثت فى الفندق بعيدا عن كرة القدم. رغم هذا التاريخ الملىء بأخطاء للأخوة الجزائريين فى حقنا، فإنى أرى أن الرد عليهم وتوعدهم بطريقة هؤلاء الإعلاميين يعد طريقة غير لائقة ببرامج إعلامية مصرية، لأن هذا لن يؤدى إلا إلى مزيد من الاحتقان المستقبلى بين جماهير البلدين، كما أن هذا الخطاب الإعلامى الغريب من نوعه لا يليق أن يصدر من برامج جماهيرية مصرية فى الرد على قلة من جماهير المنتديات الجزائرية أو بعض صحفهم الصفراء التى تقوم بأفعال مضادة لقلة من جماهير المنتديات المصرية وبعض الصحف الصفراء المصرية. فكما أن هناك سجلا حافلا من أحداث الشغب فى تاريخ لقاءات البلدين هناك أيضا لقاءات خرجت بجو ملىء بالروح الرياضية منها مباراتى الفريقين عام 1995 ولقاء شهر مارس 2001 بالقاهرة.

فى أوروبا والدول المتقدمة لا يتم تناول المباريات الهامة والمصيرية بمثل هذه المهاترات وجلسات المصاطب الفضائية اليومية، وإنما ببرامج قليلة وهادفة مهمتها الرئيسية التحليل الكروى ومتابعة الحدث الرياضى عن قرب لا المكايدة والتوعد وإشعال الفتنة الجماهيرية والتصريحات العنترية التى لا محل لها من الإعراب! استوديوهات التحليل الكروى فى أوروبا تكون قصيرة جدا فى مدتها مقارنة باستديوهات التحليل لدينا رغم أن مبارياتهم تكون أمتع وأفضل من مبارياتنا. برامجنا الرياضية للأسف تحولت إلى "مكلمة" تتخللها أشياء كثيرة غير رياضية.

حتى معلقينا أصبحت المهمة الأولى لكثير منهم هى التبارى فى "الرغى" وحشو كم هائل من المعلومات فى ذهن المشاهد والاحتفاء المبالغ فيه جدا والمستفز فى أحيان كثيرة باللاعبين! نفس الأمر ينطبق على صحافتنا الرياضية وصحافتهم الرياضية الإلكترونية وغير الإلكترونية. أدعو كل هؤلاء إلى مشاهدة قناة سكاى سبورت أو قناة البى بى س كى يتعلموا من أفذاذ أمثال جارى لينكر والمعلق الأشهر جون موتسون.

بصراحة شديدة لا تعجنبى حالة التفاؤل المبالغ فيها فى الشارع الكروى المصرى تجاه لقائنا مع الجزائر، يدل عليها على سبيل المثال تصريح سمير زاهر بأننا سنهزم الجزائريين بالخمسة. نعم كل شئ ممكن فى كرة القدم ليفربول مثلا سجل ثلاثة أهداف فى ست دقائق فى مرمى الميلان فى النهائى الأسطورى لأبطال أوروبا 2005 بعد أن كان متأخرا بثلاثة أهداف فى الشوط الأول. نعم لدينا فريق يضم أفرادا أفضل مهاريا من لاعبى الفريق الجزائرى وحقق إنجازات كبيرة فى آخر أربعة أعوام مقارنة بسجل ضعيف جدا وخالى تماما للجزائريين. ولكن ما يقلقنى هو أن اداء الجزائريين فى مباريات المجموعة أفضل منا، وفريقهم أفضل من فريقنا تنظيما وتكتيكا فى المباريات الخمس الماضية، وهو ما جعلهم فى موقف أفضل منا قبل المباراة الفاصلة سواء من ناحية النقاط أو الأهداف.

لذا ينبغى عدم الإفراط فى التفاؤل لأن المباراة صعبة جدا بكل المقاييس، ولا يمكن لأحد التهكن بما سيحدث فيها، وعلى منتخبنا أن يعطى شكلا مغايرا تماما لما قدمه فى المباريات السابقة كى يحجز مقعده فى جنوب أفريقيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة