وصفت آنا أسكروهيما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط العلاقات المصرية الأمريكية بأنها علاقات قوية وقديمة، لأن مصر لاعب أساسى فى المنطقة، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما يؤمن بالحوار والمشاركة مع دول المنطقة وخاصة مصر، لأن قضايا الشرق الأوسط تمثل أهمية خاصة لواشنطن، وقالت "نحن ننظر لمصر كشريك أساسى".
ورفضت أسكروهيما الحديث عن الخلاف الأمريكى المصرى بشأن المساعدات الاقتصادية الأمريكية، وقالت "لا أريد أن أدخل فى تفاصيل هذا الأمر لأنه إذا كان هناك خلاف فهو يرجع إلى أن الكونجرس الأمريكى يملك السيطرة على ميزانية الدولة، وبالتالى هو الذى يقرر ويدقق فى هذه الميزانية التى تتضمن المساعدات الامريكية للدول الاجنبية ومنها مصر".
وحول الزيارة المفاجئة التى قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للقاهرة مساء أمس، قالت آنا أسكروهيما أثناء حوارها مع برنامج "30 دقيقة" على قناة أون تى فى الذى تقدمه رشا نبيل، "أن مصر لاعب رئيسى فى المنطقة، والوزيرة قررت الحضور للقاهرة لأن وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط لم يتمكن من حضور الاجتماع الذى عقدته كلينتون فى المغرب مؤخراً لعدد من وزراء الخارجية العرب، فقررت الحضور للقاهرة لكى تتشاور مع القيادة المصرية وخاصة الرئيس مبارك حول أخر المستجدات".
وأشارت آنا أسكروهيما أن زيارة كلينتون للقاهرة وللمنطقة تأتى فى إطار السياسة الأمريكية لدفع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للجلوس على مائدة التفاوض، لافتة الى أن الإدارة الأمريكية تحاول فى الوقت الحالى جمع الأفكار وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، ولكنها أردفت بقولها "إن الجهود الأمريكية تتطلب من الطرفين أن يتخذا قرارات صعبة للجلوس على مائدة التفاوض". وقالت إن أنسب طريقة لحل قضايا الوضع النهائى المتمثلة فى الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات هى المضى قدماً للمفاوضات مجدداً وعدم إضاعة الوقت.
ورداً على سؤال حول إشادة وزيرة الخارجية الأمريكية فى منتدى المستقبل بالمغرب بموقف إسرائيل من قضية الاستيطان، عندما قالت إن العرض الذى قدمته الحكومة الإسرائيلية بشأن الاستيطان هو عرض غير مسبوق، ومدى تناقض ذلك مع الموقف الأمريكى السابق من قضية الاستيطان، قال آنا أسكروهيما إن الوزيرة قصدت من هذه الجملة الإشارة إلى الإجراءات التى قامت بها حكومة بنيامين نتانياهو خلال الفترة الماضية بتقييد حركة الاستيطان بشكل يختلف عن الوضع فى الماضى، مشيرة إلى أن الموقف الأمريكى بشأن الاستيطان موقف ثابت ولن يتغير، وهو أن أمريكا لا تعتقد أن استمرار الاستيطان أمر شرعى.
وأضافت أنه إذا ما تمت مقارنة بين موقف حكومة نتانياهو من الاستيطان بمواقف الحكومات الإسرائيلية السابقة فإننا نرى تقدماً فى الموقف الحالى، بعد أن أوقف نتانياهو مؤقتاً إصدار موافقات لبناء مستوطنات جديدة.
وعما إذا كانت الإدارة الأمريكية غيرت من طريقة تعاطيها مع القضية الفلسطينية بعد أن وقفت مؤخراً بجانب المواقف الإسرائيلية، خاصة فى تقرير جولدستون، قالت إن الرئيس باراك أوباما قال منذ اليوم الأول لوصوله البيت الأبيض أنه لن يتخلى عن القضية الفلسطينية وسيركز على قضية السلام فى الشرق الأوسط، ولكن فى المقابل فإن على الدول العربية وإسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية العمل على خلق أجواء للسلام فى المنطقة.
ونفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط وجود حوار بين واشنطن وحركة حماس، وقالت إن الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر الذى التقى قيادات الحركة شخصية نشيطة وله دوره التاريخى المستند على إنجازاته التى حققها فى عملية السلام بالشرق الأوسط، لكنه فى الفترة الحالية لا يمثل السياسة الرسمية الأمريكية، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما يؤمن بالحوار باعتباره الطريقة المثلى لحل كل الاختلافات فى الرؤى، ولكن فيما يتعلق بحماس فإن الخارجية الأمريكية أعلنت أن واشنطن تدعم حكومة وحدة وطنية فلسطينية باعتبارها أنسب طريقة للحل، لكن هناك مبادئ للرباعية الدولية منها ضرورة الاعتراف بإسرائيل لابد أن تلتزم بها أية حكومة.
واعتبرت آنا أسكروهيما قرار مصر الأخير بايفاد سفيرها اللجديد شريف شاهين إلى العراق خلال أيام، أنه دعم مهم للعراق، وقالت إن "عودة السفراء العرب للعراق كان ولا زال هدفا أساسيا للدبلوماسية الأمريكية والعراقية، ونحن لدينا ثقة بأن العرب سيعملون على صنع مستقبل أفضل للعراق سياسياً واقتصادياً".
الخارجية الأمريكية: مصر شريك أساسى.. والكونجرس هو صاحب القرار فى قضية المساعدات
الأربعاء، 04 نوفمبر 2009 02:09 م