كعادته.. جلس على كرسيه المتحرك فى حديقة بيته، ينظر إلى السماء تارة، وإلى المساحات الخضراء من حوله تارة أخرى..
.. يتربص به كلب ضخم؛ ويترقب خلو المكان من الناس إلا من هذا الرجل..
كلب أصابه السعار..
.. فجأة ينطلق الكلب مهاجما الرجل..
انطلق إليه مسرعا، نظر الرجل إليه فى ذهول.. لا مهرب لديه فهو جليس كرسيه.. ولا أحد بجواره لينقذه..
يقترب الكلب مسرعا نحوه، وتقترب معها نهاية الرجل المتوقعة..
ولكن ما حدث هو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة..
لقد وثب الرجل من على كرسيه، وجرى فى سرعة البرق إلى داخل منزله، وأغلق الباب وراءه، ونجا بحياته..
ما حدث روته إحدى الصحف الدانمركية؛ وقد لا يصدقه الكثيرون، ولكنى أؤمن أن إرادة الإنسان قادرة على فعل المستحيل..
ما الذى جعل الرجل يستعيد السيطرة على قدميه، وكيف فعل؟ ولماذا لم تطاوعه قدماه من قبل ولم تستجيبا لأوامره، لطالما حاول الرجل أن يحركهما.. ولكن بلا جدوى..
ما الذى تغير هذه المرة؟
إنه وضوح الهدف والرغبة الصادقة والعميقة والقوية فى تحقيقه..
كان هدفه الوحيد هو النجاة بحياته.. لقد تمسك الرجل بالحياة بكل ما أوتى من قوة..
فكانت الإرادة والرغبة اللتان أعطتا للعقل الأوامر المباشرة بالتحرك، وبأخذ رد فعل فوري.. وقد فعل.
قرأت مرة عن رجل سودانى استطاع أن يقتل أسدا بيديه العاريتين بعد صراع دام ساعتين، ومرة أخرى قرأت عن امرأة إيرانية قتلت ذئبا مفترسا هاجمها بمفردها..
ما الذى فجّر فيهما تلك الطاقات الشرسة؟ وهل كانا يدريان أن بداخلهما تلك القوة الرهيبة..
ربما الواحد منهما كان لا يتخيل فى أسوأ كوابيسه أن يُهاجم من قبل وحش مفترس، ولو سُئل ماذا تفعل إذا هاجمك أسد.. لأجاب مثل أى إنسان: "قد أموت من الرعب قبل أن أفكر فى الهرب".
يقول العلماء: إن الأدرينالين هو المسؤول عن ردود أفعالنا وقت المخاطر.
وأنا أضيف أن وضوح الهدف والرغبة القوية فى تحقيقه قادران على أن يجعلانا نحقق المعجزات..
وقد أدركت قلة من الناس ذلك فجعلت هذا الهدف ملازما لها، ودافعا لها إلى النجاح وتحقيق ما تريد..
"روبرت بيري" الرجل الذى اكتشف القطب الشمالى –بعد أن مات العديد ممن سبقوه أثناء محاولات الاكتشاف- كان يضع أمام سريره ورقة يقرأها كل صباح..
هذه الورقة مكتوب فيها "إن لم أجـد الطـريق.. سـأشـقه"..
يؤكد الباحثون والعلماء أن الإنسان لا يستخدم إلا قدرا يسيرا من الإمكانات الهائلة التى أودعها الله فى عقله، ويوم يستخدم معظم هذه الإمكانات..سيكتب ميلاد جديد للبشرية، وقتها ربما نستطيع أن نحّرك الأشياء التى أمامنا بقوة عقولنا.. نعم.. وتوجد قلة نادرة فى العالم تستطيع فعل ذلك الآن..
لا يحقق النصر فى الأولمبياد والألعاب الرياضية، إلا من اتضح الهدف أمامه، فأكثرهم فوزا، هو أعظمهم رغبة فى تحقيق النصر..
حكى أحد أبطال السباحة أن مدربه أمسك به تحت الماء لفترة طويلة ومنعه من التنفس، حتى كاد يختنق ويموت غرقا، ثم أفلته، وبعد أن هدأت نفسه، سأله المدرب ما الذى كنت تفكر فيه وأنت تحت الماء؟
فاندهش اللاعب من السؤال، وقال: لم أكن أفكر فى شيء إلا فى الخروج من تحت الماء، فقال له المدرب وكذلك أريدك ألا تفكر فى شىء فى حياتك إلا فى تحقيق المركز الأول..
وأنت أيضا تستطيع أن تفعل ذلك.. تستطيع أن تحقق الهدف الذى تريد بأن تجعله دائما شاخصا أمام عينيك، تتطلع إليه وترغب فى تحقيقه، وكأنك جئت إلى الدنيا من أجله فقط..
فقط تحلَ بالصبر والتخطيط الجيد والرغبة القوية فى تحقيق هدفك دون يأس..
وقتها ستحقق ما تعجز عن مجرد تخيله الآن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة