من بعد حسام حسن؟

ما لم تحدث مفاجآت فإن مجلس إدارة نادى الزمالك سيعلن اليوم اختيار حسام حسن مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم الذى تدهورت نتائجه، ولقى هزيمتين متتاليتين، أمام غزل المحلة ثم اتحاد الشرطة أمس مما أدى إلى إقالة مدربه الفرنسى هنرى ميشيل فور انتهاء المباراة.

وقد عاشت جماهير الزمالك ليلة سوداء أمس، وظلت تتنقل بين الفضائيات لمتابعة الاجتماع الطارئ الذى عقده مجلس إدارة ناديهم فى منزل رئيسه ممدوح عباس، لمعرفة كيفية انتهاء الأزمة ومن هو المدير الفنى الجديد بعد أن ترددت أنباء أنه سيكون إما حسام حسن أو محمد حلمى، ثم قيل بعد انتهاء الاجتماع أنه تم اختيار حسام حسن وستعلن التفاصيل ظهر اليوم.
وسواء جاء حسام حسن أم غيره فسيكون المدرب الثالث للفريق خلال هذا الموسم الذى لم يلعب منه سوى عشر مباريات من ثلاثين مباراة، لكن السؤال المشروع هل سيكون المدرب الجديد هو الأخير هذا الموسم؟.. أم أنه سيتعرض للإقالة أيضا ويتبعه آخر؟
ورغم أننى أهلاوى جدا جدا، لكن حال الزمالك لا يسعدنى، فليس معقولا الحالة الحرجة التى يمر بها أحد قطبى الكرة المصرية، والمشكلة ليست فى غياب البطولات عن خزينة النادى، حيث لم يحقق سوى بطولة واحدة هى كأس مصر خلال السنوات الخمس الماضية، وإنما فى أن تراجع مستوى الزمالك يؤثر على مستوى الفريق الوطنى الذى يستعد لكأس الأمم الأفريقية فى أنجولا فى يناير القادم.

وقد رأينا كيف تأخر ترتيب فريقنا وتراجعت نتائجه فى بداية تصفيات كأس العالم لكرة القدم وتعادل أمام زامبيا بالقاهرة وخسر أمام الجزائر فى الجزائر، حينما تراجع مستوى فريقى الأهلى والزمالك معا، وحين بدأ الأهلى فى لملمة نفسه بدأ المنتخب فى العودة للفوز بشق الأنفس، بينما لو كان الأهلى والزمالك فى حالتهما الطبيعية لأنهينا هذه التصفيات بالفوز فى كل المباريات.

الزمالك فريق كبير ومهم فى الكرة المصرية والعربية والأفريقية، لكنه يتعرض لهزات إدارية مستمرة منذ سنوات، وتنتقل مشاكل الإدارة إلى الفريق مباشرة، مما يؤدى إلى تدليل لاعبين أو التشدد مع آخرين بسبب علاقات اللاعبين مع أعضاء مجلس الإدارة فنشاهد هذا التذبذب المستمر فى أداء الفريق الأول للنادى، رغم أنه يضم نخبة من أفضل لاعبى الكرة فى مصر.
ومشكلة الزمالك الأكبر تكمن فى أن رئيس المجلس القومى للشباب والرياضة المهندس حسن صقر، كان لاعب كرة يد فى نادى الزمالك، ثم عضوا بمجلس إدارته، وفشل فى انتخابات سابقة لم يستطع أن ينساها أو تجاوزها، لذلك وضع على رأس أولوياته محاربة الجبهة التى تسببت فى إسقاطه فى النادى الذى ينتمى إليه.

وما لم يرفع صقر يده عن نادى الزمالك، وما لم يترك مجلس إدارة النادى فريق الكرة فى حاله، دون تدخل أو محاباة لهذا أو ذاك، فإن تغيير المدير الفنى لن يصلح الأمور، وسيصبح السؤال المشروع: من سيأتى بعد حسام حسن مديرا فنيا للزمالك؟!