صرح الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر وأمين عام اتحاد الكتاب العرب تعليقا على الأزمة الأخيرة التى سببتها مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، أن الأدب والثقافة لا ينفصلان عن السياسة وأن الأحداث الأخيرة أثبتت أنهما لا ينفصلان عن الرياضة وهو تصور جديد لم يكن يعرفه ولا يتوقعه، وأشار سلماوى إلى أن سبب هذه الأزمة حدوث خلط كبير بين متغير آنى هو مباراة كرة وما كان يتصوره ثوابت لا ينبغى أن تؤثر فيها أى متغيرات آنية مثل العمل العربى المشترك.
جاء ذلك خلال برنامج "مباشر مع" الذى أذيع مساء أمس الأحد على قناة الجزيرة، واستضاف سلماوى متحدثا عن موضوع أزمة المثقف العربى ودوره خلال الأزمات العربية المتتالية.
وأكد سلماوى أن من ينتمون لهذا المتغير الآنى وهو مباراة الكرة، هم الذين أداروا المعركة، وهى فى الأساس سياسية، لأنها أخذت أبعادا تمس العلاقات بين دولتين شقيقتين، مشيرا إلى أنه لم يكن ينبغى ترك الأمر لإعلام يبحث عن الإثارة، ولمعلقى مباريات الكرة يتصدون للرأى العام ويديرون المعركة.
وردا على تساؤل بخصوص ابتعاد صوت المثقفين عن التأثير، أكد سلماوى أن صوت المثقفين هو دائما صوت العقل والمعرفة، وفى النهاية هو صوت ضمير الأمة، مشيرا إلى أن صوت لاعبى الكرة وأى فئة أخرى لا يمثلون ضمير الأمة مثلما يمثلها الكتاب والمثقفون.
وشدد سلماوى على ضرورة البحث عن أصحاب الرأى والنخبة من المثقفين، مشيرا إلى أن رأيهم يسود فى هذه الأزمة التى أستمرت أطول مما ينبغى.
وأكد سلماوى على أن إتحاد الكتاب العرب يرصد قضية الحريات فى الوطن العربى، مشيرا إلى طرح الاتحاد لتقرير عن حال الحريات يرصد كل التجاوزات التى تؤثر فى حياة الأمة من خلال تقييد حرية كتابها وأدبائها.
كما أشار إلى قدرة اتحاد الكتاب العرب على مواجهة أى محنة تواجه الأدباء مؤكدا على أن أسلحة الاتحاد متعددة، ولا يدخل فيها الطائرات وحدها أو المدرعات، مشيرا إلى وجود ترسانة من القوانين تدافع عن حريات الكتاب، وأوضح أنه إذا ثبت وجود أى تدخل فى انتخابات اتحاد من اتحادات الكتاب العربية، تسقط مباشرة عضويته فى اتحاد الكتاب العرب، لأن دستور هذا الاتحاد ينص على أن تكون انتخابات جميع الاتحادات ديموقراطية، وليست بالتعيين.
وتابع سلماوى: النقطة الثانية التى تثبت أن هذه الاتحادات ليست تابعة للوزارات والحكومات هى المواقف التى تتخذها ضدها، ففى ظل سطوة النظام الذى كان موجودا فى السبعينات فى مصر حين وقع اتفاقية كامب ديفيد التى نصت على تبادل السفراء والتطبيع، كان اتحاد كتاب مصر من أوائل النقابات التى رفضت التطبيع، ووقف ضد موقف الحكومة، ومازال هذا هو موقفه والذى يتبناه اتحاد كتاب العرب بالمخالفة لمواقف بعض الحكومات العربية التى تتبعها هذه الاتحادات.
ونفى سلماوى أن يكون المثقفون قد فقدوا تأثيرهم، مؤكدا على أنهم قاعدة الرأى فى الوطن العربى كله، والمعبّر الأول عن ضميره، وهم الذين يمنحون الشرعية والرأى السديد والموافقة عن السياسات، مؤكدا على أنهم الذين يعارضونها ويقلبون الرأى العام على السياسات الخاطئة منها، وقال: ليس صحيحا أن المثقفين فقدوا دورهم، لكن رجال السياسة هم الذين أنصرفوا عن الثقافة والمثقفين، وأوجدوا أنفصالا يضر بمستقبل الأمة ويضر بالسياسة نفسها، لأنها لا تعتمد على أرضية ثقافية يؤيدها الرأى العام.
وختم سلماوى حديثه بالتأكيد على أن كلمة المثقف أقوى تأثيرا من ألف بندقية، مؤكدا على أن المقاومة تبدأ بالكلمة، وأنه إذا لم تكن لدينا ثقافة المقاومة فلن نحمل السلاح ولن تكون لدينا قنابل موجهة لإسرائيل، مشيرا إلى تأثير شعر محمود درويش وسميح القاسم فى خدمة القضية، وأوضح أن الكلمة وحدها لا تكفى فالبندقية أيضا لها دورها بجانب الكلمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة