عبَّر عدد من القانونيين والحقوقيين المصريين عن رفضهم تأييد 57% من السويسريين، فى استفتاء شعبى أمس الأحد، لحظر بناء المآذن بسويسرا باعتبارها رمزاً دينياً، وأكدوا أن حظر بناء المآذن يعد اعتداء على الحريات الدينية داعين لمناهضة نتيجة الاستفتاء للحيلولة دون تحوله إلى قرار مطالبين الشعب بالسويسرى بالتعامل مع قباب الكنائس بالمثل فى حالة إصرارهم على تطبيق نتائج الاستفتاء.
وأوضح د. شوقى السيد، أستاذ القانون الدستورى، أن إقامة المآذن لا تشكل أى خطورة على أمن المواطن السويسرى بجانب عدم إساءتها لمشاعر أصحاب العقائد الأخرى مناديا السويسريين باحترام شعائر الأديان السماوية ورموزها، وقال "هم بذلك يعتدون على حقوق الإنسان قبل أن يعتدوا على حرية المسلمين فى التعبير عن أنفسهم وهو أمر يخالف القوانين الدولية".
وطالب السيد المعتدلين من علماء الدين المسلمين بإزالة الصورة السيئة عن المسلمين فى مخيلة السويسريين من خلال إيضاح صحيح الدين الإسلامى الداعى للتسامح والاعتدال، وأضاف أن المسلمين مقصرون فى نشر المفاهيم المعتدلة لدينهم مطالباً وزارة الخارجية بالسعى لتصحيح المفاهيم الخاطئة التى يعتقدها الشعب السويسرى عن المسلمين.
فيما دعا نجاد البرعى، المحامى والحقوقى، مراكز الحريات والمنظمات الحقوقية فى العالم الإسلامى للتدخل من أجل الحفاظ على نسبة الـ43% من السويسريين التى لم تؤيد حظر بناء المآذن مع العمل على زيادتها حتى لا يُفاجأ المسلمون، حسب قوله، بطردهم من الدول الغربية، محملاً أنظمة وحركات إسلامية كالنظام السودانى وحركة طالبان بأفغانستان مسئولية تشويه صورة المسلمين لدى الغرب مدللاً على حديثه بجلد فتاة سودانية أمس لارتدائها "تنورة" قصيرة.
لكنه فى الوقت ذاته رأى أن بناء المآذن وسيلة لإيصال صوت المؤذن للمصلين وليس هدفاً فى حد ذاته، معتبرا الاستفتاء غير مسىء لعقيدة الإسلام إنما هو مؤشر على عدم تقبل الغرب لمعتنقيه.
من جانبه شكَّك خالد على، المحامى والناشط بمجال الحريات، فى قانونية الاستفتاء على حظر بناء المآذن بسويسرا لأنه يمثل، بنظره، عدواناً على حرية الاعتقاد ورموز الأديان، وأشار إلى أن المآذن تعبر عن المسلمين دون أن تقدح فى العقائد الأخرى، مطالبا الجماعات الحقوقية بالدول الإسلامية بضرورة التحرك الفورى لمنع تحويل نتيجة الاستفتاء إلى قرار، خاصة وأن سويسرا، بحسب حديثه، تسمح بوجود قباب على الكنائس ولا تتعرض لها مطلقاً.
نجاد البرعى المحامى والحقوقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة