علقت صحيفة الجارديان فى افتتاحيتها اليوم على تصويت السويسريين أمس على حظر بناء المآذن فى بلادهم، واعتبرت أن هذه النتيجة تمثل عاراص على يسويسرا، كما أنها فى نفس الوقت تثير مخاوف أوروبا من احتمال تكرار الأمر نفسه فيها.
وتقول الصحيفة فى البداية: يدعى السويسريون أن قيمهم الأساسية هى الحياد والتنوع والتسامح، وقد أصبحوا أغنياء من خلال التجارة وصرافة الأموال القادمة من جميع أنحاء العالم، ويمنحون مأوى للمهاجرين الأغنياء الذين سعوا إلى الهروب من دفع الضرائب فى بلادهم.
كما أن سويسرا يوجد فيها أيضا مكاتب للعديد من المنظمات دولية العديدة، من بينها عدد كبير من منظمات الآمم المتحدة. بما فى ذلك عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، إلا أن السويسريين نحوا هذا المظهر من "العالمية" جانباً، وصوتوا بأغلبية كبيرة لصالح استفتاء سيغير من الدستور السويسرى من أجل حظر بناء مآذن "المساجد".
ورأت الصحيفة أن هذه النتيجة يجب أن تُشعر سويسرا بالعار وتصيب أوروبا بالقلق. فعلى الرغم من أن هذه التصويت كان أساساً على المآذن والتى يوجد منها أربعة فقط فى جميع أنحاء البلاد، ولا يتعلق بالمساجد التى سيظل من الممكن الاستمرار فى بنائها، فإن الناخبين تم استدراجهم للتعبير عن رأيهم بشأن الدين والعرق.
وانتقدت الصحيفة الدعاية التى صاحبت الحملة من أجل حظر بناء المساجد، واعترضت على قبول سويسرا أن تشمل حملة هذا الاستفتاء ملصقات لم يكن ليتم قبولها فى أى بلد أوروبى آخر، حيث قام أكبر الأحزاب المناهضة لبناء المآذن باستخدم لافتة انتخابية تحمل رسماً لامرأة مسلمة منقبة وغابة من المآذن الشبيهة بالصواريخ، ومن ورائها علم سويسرا بلونيه الأبيض والأحمر، وإن كانت بقية الأحزاب الأخرى قد عارضته.
ورأت الجارديان أن سويسرا ستعانى من نتائج تصويت الأمس بعد أن تشوهت صورتها. لكن من السهل جداً إلقاء اللوم على سويسرا وحدها، فهناك الكثير من الأمور التى أدت إلى نتيجة الأمس منها المعارضة المتزايدة للهجرة وصعود اليمين المتطرف وانتشار الكراهية على نطاق واسع والخوف من الإسلام وهى عوامل تنطبق على سويسرا بنفس القدر الذى تنطبق فيه على دول أوروبية أخرى بما فيها بريطانيا.
وهذا يثير احتمالات غير مريحة، فكان يوم أمس نتيجة الاستثناء السويسرى، فلو كانت هناك نظام سياسى يسمح باستفتاءات شعبيى، فبإمكاننا أن نتأكد أن شعوب النمسا وفرنسا وبريطانيا وهولنا لن تختلف نتائج تصويتها كثيراً.
وتلقى الصحيفة بالزم على الهجرة، وتقول إن جميع الدول الاوروبية ترى أن سياسة الهجرة مؤلمة، حتى الرئيس الجدد للاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبوى هاجم مطالب تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى لأنها تهدد الفيم الأساسية المسيحية.
ودعت الجارديان فى النهاية الجميع إلى الانتباه لحقيقة أن الساسة الذين يزرعون بذور الكراهية قد يتسببون فيى إحداث ضرر رهيب.
تقول الجارديان إن السويسريين يدعون أن قيمهم الأساسية هى الحياد والتنوع والتسامح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة