إبراهيم عبد المجيد: الجوايز زى الجواز.. قسمة ونصيب

الإثنين، 30 نوفمبر 2009 02:57 م
إبراهيم عبد المجيد: الجوايز زى الجواز.. قسمة ونصيب الروائى إبراهيم عبد المجيد
حاورته دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحزن للغاية عندما يتذكر مجموعة من القصص والروايات كتبها وهو صغير وضاعت منه أثناء تنقله من الإسكندرية إلى القاهرة، يقول كنت أقرأها وأضحك على نفسى وأتذكر أصدقائى عندما قرأوها، فمنهم من ابتسم ومنهم من سخر منى ومنهم من شتمنى، هى ذكريات جميلة يتذكرها الروائى إبراهيم عبد المجيد الذى كتب مؤخرا رواية "فى كل أسبوع يوم جمعة" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، والتى انتقل فيها إلى عالم افتراضى، حيث قامت أحداث الرواية على شبكة الإنترنت التى انتقلت منها بعض الأحداث إلى الواقع بحكم التتابع والتطور، حول هذه الرواية ومجمل أعماله كان لنا هذا الحوار مع إبراهيم عبد المجيد...

لماذا تعددت شخصيات الرواية وكلها كانت شخصيات محورية ومؤثرة؟
الرواية ليست رواية بطل ولا عدة أبطال ولا رواية مكان، هى رواية زمان وبحكم أن أحداثها دارت على موقع إلكترونى تعددت الشخصيات، وهنا كانت المشكلة الرئيسية فى إقامة أحداث الرواية، المتباعدة مكانيا وزمنيا، وفى نفس الوقت تكون سهلة على القارئ، ولنفس السبب تركت النهايات مفتوحة إلا لبعض الشخصيات، فمن المستحيل أن تكون هناك نهايات لعشرات الشخصيات فى ثلاثة أسابيع عمر الرواية.

ما السبب وراء خلق أحداث الرواية من خلال عالم افتراضى؟
منذ 15 عاما ومصر تعيش فى عالم الإنترنت، وهذا العالم يمكن أن يكون مادة للبحث وللعلم وللأدب، كما شكل هذا العالم مدنا وشوارع وبيوت، فلماذا لا نتناوله على اعتبار أنه مدينة مفترضة طالما أن الرواية فن مرتبطة بالمدينة ونشأتها.

مزجت فى روايتك الأخيرة بين التابوهات السياسية والجنسية والدينية والحياة اليومية، هل فعلت ذلك المزج للتخفيف من حدة الاصطدام مع كل هذه التابوهات؟
لا، فعلت ذلك لأنى أقوم بكتابة رواية، يجب ألا تكون ساذجة فى صياغتها، فالرواية العظيمة يجب أن يكون لها أكثر من تفسير وأكثر من مستوى للفهم، ولا يجب تناول هذه التابوهات بشكل مباشر لأن تناولها بشكل مباشر سيكون فجا، وليس فنيا.

الرواية مليئة بالتشاؤم والحزن والقهر، وفى النهاية اتجهت مصائر بعض الأبطال للأسوأ، بينما ظلت بعض المصائر مفتوحة، فهل لهذه الدرجة ترى الواقع سيئاً وتتوقع الأسوأ؟
الرواية لا تمثل كل الواقع، إنما هى "حالة" ولا أراه كله سيئاً، هى مجرد حالة تجسد مجموعة من المصريين وليس كلهم، ولا يمكن أن تجسد رواية حال كل الناس أو البلد، هذا كلام غير صحيح.

هذا يعنى ذلك أنك لا توافق على ما يقال عن بعض الروايات بأنها تجسد الواقع المصرى؟
هذا كلام الصحافة والنقاد الطيبين، وعندما أسمعه أتأكد أن الرواية ردئية، فلا يمكن لرواية أن تجسد الواقع المصرى، فمثل هذه الرواية تحتاج لألوف من الصفحات، والعلاقة بين الروائى والمجتمع مثل العلاقة بين الدودة والفيل، الدودة مهما كبرت لا يمكنها الإحاطة بالفيل، فقط تأخذ منه عينات ممثلة للمجتمع أو للحياة وتصنع منها حياة أو مجتمع آخر يمكن أن يكون أفضل أو أسوأ، لكن مستحيل أن يكون مثله بالظبط لأنه سيتحول لفوتوغرافيا.

كثير من الكتاب يعيشون مع شخصيات رواياتهم فى حالة جدل أو صراع، كيف يعيش إبراهيم عبد المجيد مع هذا الصراع؟
أنا فى صراع دائم مع شخصياتى، فى بعض الأحيان أستسلم للشخصية وأتركها تحدد مصيرها، لكن عن قناعة منى، فيما عدا مرة واحدة عام 78 كتبت فصلين من رواية ولم أكملها لأن الشخصية أرادت أن تفرض نفسها وتخلق واقعا مختلفا عن الذى كنت أتخليه، فقررت عدم استكمال العمل لأن الشخصية أرادت أن تحول خطتى لخطة ثانية أنا غير مستعد لها، ولو كنت استكملتها لخرجت رواية أخرى، لذا قررت التوقف وإمعانا فى المعركة مع الشخصية وانتقاما منها وزعت الفصول التى كتبتها على مجموعة من رواياتى حتى لا يكون لها أثر.

ما رأيك فى اختيارات لجنة جائزة البوكر للأعمال المرشحة للجائزة؟
جائزة البوكر أثير حولها الكثير من الشبهات قبل اختيار المرشحين، وكان واضحا أن مصر لن تفوز بها هذا العام، وهذا ما أكدته اختيارات لجنة التحكيم التى استبعدت 14 رواية، ومنها على الأقل 4 أعمال جيدة جدا، وكان واضحا أن هذه الأعمال تحديدا تم استبعادها بالقصد حتى لا تصبح لجنة التحكيم فى حرج من وجودها بالمسابقة، وهذا لا يعنى أن الأعمال المصرية المرشحة رديئة، على العكس، هى أعمال جيدة جدا، لكن هناك أعمال تستحق أيضا الترشيح.

هل هذا يعنى أن الأعمال المصرية لن تفوز بالجائزة؟
هذا ما تدل عليه الأحداث، فالجائزة لم تعد جائزة رواية بل أصبحت جائزة دولة، وانا أقترح على لجنة البوكر منح الجائزة لكل دولة مرة، "مرة مصر ومرة سوريا ومرة دولة أوروبية ويريحوا الكتاب"، والكلام عن فوز مصر عامين بهذه الجائزة غير مبرر، وبالتالى عدم فوزها هذا العام أمر طبيعى غير مبرر، لأنه ليس على الكتاب المصريين تحمل أخطاء لجنة التحكيم، وفى النهاية "موضوع الجوايز ده زى الجواز قسمة ونصيب".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة