د .نيفين شكرى يكتب: تجديد التّفكير لأجل مصر أجمل!

كلّ ما حولنا الآن يشير إلى أنّ مصرنا الحبيبة على أبواب تحديّات كبيرة و مرحلة جديدة من تاريخها الحديث، و هذه المرحلة لا تختصّ بشريحة أو فئة دون سواها، بل بالعكس هى حيويّة و مصيريّة لكلّ المصريين حاليا وللأجيال القادمة أيضا.

التّاريخ لا يوجد فيه مرحلة تشبه أخرى أبدا لأنّ الزّمن و العصر والمتغيّرات التّى تحدث صارت لا تحدث فقط كلّ بضعة عقود كما كان فى الماضى بل ربّما بين يوم و آخر كما أنّ إيقاع الحياة نفسه صار يتبدلّ بصورة سريعة جدّا، و المستجدّات التّى تشغل بال النّاس أحيانا تكون جديدة جدّا و لم يواجه العالم مثلها من قبل.

نعتقد ونتمنّى و إن شاء الله - ستكون مصر أفضل كثيرا, و بالطّبع كلّ ما مرّت به مصر إلى اليوم صنع خطوات نحو هذا المستقبل الجميل وواجبنا أن نكون على قدر المسئوليّة لنصون ما تحقّق و أن نستكمله ربما بخطوات أسرع و أن نكون على درجة وعى كبيرة و قدرة على سرعة اتّخاذ القرارات و مواجهة المواقف و سرعة البديهة و التّدريب المستمرّ على تطوير التّفكير و طريقة التّعامل مع المواقف.

مصر مرّت بالكثير من التحدّيات بالفعل و ظلّت واقفة و صامدة رغم أنّ بلدانا كبيرة سقطت و تدمّرت، و من يظنّ أنّ طريق مصر كان مفروشا بالورود يكون مخطئا، وبصفة عامة مصر من أكبر البلدان فى المنطقة الّتى تعرّضت لتحدّيات صعبة جدّا, لو تعرّضت لها بلدانا أخرى لتمزّقت ولصارت فى وضع سّىء جدّا ونعتقد أنّ جهود مصر و صبرها و تماسكها سوف يكافأ، هكذا تقول قوانين الكون, مثل الطّالب الذى يمرّ بظروف صعبة, لكنّه لا يفشل رغم المراهنات على فشله، ربّما لم يحققّ أعلى المجاميع ، لكنّه بالمقابل فعل أفضل ما كان يمكن فى ظلّ الظّروف الصّعبة, لذلك لا يمكن أبدا لومه أو التّقليل من قيمته أو اتّهامه بالتّقصير!

كلاهما خطأ، أن ندّعى أنّ كلّ شىء على ما يرام ، و أنّنا لا نحتاج إلى أىّ تطوير أو أن نبالغ فى جلد الذّات و نمحو من الذّاكرة كلّ الأشياء العظيمة الّتى تحقّقت فعلا، والأوقع أن نكون ناضجين على حقّ و أن نقدّر كلّ ما تمّ فى مصر لأنّه شىء كبير جدّا و عظيم جدّا و يعتبر معجزة لو أخذنا فى الاعتبار ما مرت به مصر، لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ثم خطوات متتالية و أن نفكّر أيضا بعقلانيّة و بطريقة عمليّة فيما ينقصنا و ما يجب أن نقوم بتطويره فينا جميعا لأجل مصر أجمل.