محمد حمدى

عماد وهانى ومدحت وجوزيف

الأحد، 29 نوفمبر 2009 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحق عماد أنور بسطا بكلية الآثار جامعة القاهرة عام 1981، وبعكس الطلاب المسيحيين بالكلية اختار عماد قسم الآثار الإسلامية، ليدرس التاريخ والحضارة الإسلامية، لم أساله عن سر هذا الاختيار الغريب، الذى جعل الكثيرين فى الكلية يتساءلون: هل هو مسيحى أم مسلم؟.. لكن ربما أراد دراسة الحضارة الحالية للبلد الذى ينتمى إليه.
ما يعنينى أكثر تلك الصداقة الحقيقية التى جمعت بيننا منذ 18 عاما ولا تزال، قد نتوه من بعضنا بفعل الإيقاع السريع الذى لا يرحم، أو زحام السعى المضنى وراء لقمة العيش، لكنه يحرص صباح عيدى الفطر والأضحى على اتصال هاتفى لا ينقطع ليقول: كل سنة وأنت طيب، حتى حينما سافر إلى فيينا لبعض الوقت لم ينقطع هذا الاتصال الهاتفى الجميل الذى يحرص عليه عماد.
وحينما بدأت كتابة عمود يومى فى جريدة روزاليوسف أضيف إلى قائمة أصدقائى من المتصلين فى العيدين الصديق الباحث والناشط فى قضية المواطنة هانى لبيب، والزميل والصديق الصحفى والناشط فى مجال الحقوق المدنية سامح فوزى.. وحين بدأت الكتابة فى اليوم السابع أضفت اسما جديدا وهو الصديق مدحت قلادة الذى يجرى هذا الاتصال من سويسرا حيث يقيم.
وقبل عامين التقيت فى برنامج حالة حوار بشاب رائع كان يدرس فى كلية الإعلام هو جوزيف أنطون، يعد الآن رسالة ماجستير بعد تخرجه، وقد انبهرت به بثقافته الواسعة، واهتمامه بالشأن العام، وأصبح من قائمة الأصدقاء المسيحيين المصريين الذين يهاتفوننى يوم العيد للتهنئة.
هذا جزء يسير من علاقة أزلية بين المصريين مسلمين ومسيحيين، وهى نفس العلاقة التى تربيت عليها، ولا أجدها غريبة رغم أن حالة الاحتقان بين مواطنى هذه الدولة لم تعد خافية على أحد، لكن تسجيل مثل هذه العلاقات والكتابة عنها والجهر بها قد يكون مدخلا لعلاقة جديدة بين المسلمين والمسيحيين المصريين قائمة على الحب والاحترام والتفاهم والتسامح.
شكرا لعماد وهانى وسامح ومدحت وجوزيف، ومثلهم كثيرون ممن يؤمنون بالتعايش الحقيقى بين أبناء الوطن الواحد، ولو بدأ كل المصريين بأنفسهم بتهنئة بسيطة فى مناسبة دينية ربما أعدنا من جديد بعض التسامح الذى فقدناه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة