يتحدد اليوم مصير مبادرتين شعبيتين فى سويسرا، الأولى هى حظر بناء المآذن، والثانية هى الخاصة بمنع تصدير المعدات الحربية للخارج. بيد أن المبادرة الأولى التى حازت اليوم على الاهتمام الأكبر من جانب الصحف السويسرية التى أكدت أن الجميع ينتظر نتائجها سواء فى سويسرا أو فى الدول المجاورة لها أو المسلين فى العالم، مضيفة أن استطلاعات الرأى كانت قد أشارت حتى الآن إلى أن كلمة "لا" هى التى من المتوقع أن تطغى على التصويت فى المبادرتين.
صحيفة La Tribune de Genève اليومية ذكرت على موقعها الإلكترونى أن الجميع ينتظر اليوم نتائج التصويت فى مبادرة حظر بناء المآذن التى يقودها كل من الاتحاد الديمقراطى للوسط والحزب الديمقراطى الفيدرالى، والتى أوصت السلطات والأحزاب السويسرية الأخرى رفضها خوفا من العواقب التى قد تنتج من جراء الموافقة عليها من مشاكل قانونية وتشويه صورة سويسرا، مؤكدين أن هذه المبادرة ليست هى الحل لمكافحة الأصولية الإسلامية.
وفى المقابل، كما تقول الصحيفة، تعتقد السلطات إن مبادرة حظر بيع المعدات العسكرية للخارج والتى تنادى بها "مجموعة من أجل سويسرا بدون جيش"، والتى لا يدعمها سوى التيار اليسارى، هى أمر مبالغ فيه، واصفة إياها بأنها مبادرة "قاتلة لفرص العمل".
ومن جانبها، قامت صحيفة "لوتون" بنشر تقرير بعنوان "ما يجب أن تعرفه قبل بدء التصويت"، تعرض فيه للقراء السويسريين فى عشرة أسئلة موضوعية المعلومات التى يتحتم على السويسريين معرفتها قبل الذهاب للاستفتاء على هذه المبادرة الشعبية ضد بناء المآذن، والتى تقول الصحيفة أنها أثارت جدلا كبيرا بسبب الملصقات التى استخدمها المؤيدون للمبادرة لتعزيز موقفهم، والتى حجبت المناقشة الموضوعية حول معنى وجدوى المآذن فى المجتمعات الإسلامية.
وقد قامت الصحيفة بالإجابة على أسئلة مثل "ما فائدة المآذن؟ وهل وجودها ضرورى فى أى مسجد؟" مشيرة إلى وجود أربعة مآذن فقط فى سويسرا وما بين 130 و160 مكانا للعبادة ومركزا ثقافيا إسلاميا، توجد غالبا فى المبانى الصناعية أو المساكن وتديرها ما بين 50 إلى 100 جمعية عائلية مسلمة.
كذلك تحدثت الصحيفة عن من هى الجهة المسئولة عن تحديد ارتفاع المآذنة، قائلة أن هذا الأمر يرجع إلى قانون البناء، مشيرة إلى أن المآذن فى سويسرا ذات ارتفاع ضئيل وأن أعلى مئذنة هى تلك التى تقع فى جنيف والتى تبلغ 22 مترا.
كما أكدت الصحيفة أن بناء المآذن أمر غير محظور فى الدول الأوروبية المجاورة لسويسرا، حيث تعتبر تلك الدول المآذن كأماكن للصلاة وليست رموزا للسلطة الإسلامية، كما أن الآذان مسموح به فى فيينا وفى بعض المدن الألمانية.
وتشير الصحيفة إلى أن اللغة العربية تستخدم ثلاثة مصطلحات للإشارة إلى المئذنة، وهى "منارة" و"صومعة" وبالطبع "مئذنة"، مؤكدة أن أى من هذه الكلمات الثلاث لا تتضمن أى دلالة على عنف أو استيلاء على سلطة.
ولكن بالنسبة لمؤيدى مبادرة منع بناء المآذن فإنه ليس هناك شك فى أن "المآذن لا تملك أى طابع دينى وإنما هى رمز على السلطة السياسية والدينية"، مستشهدين فى ذلك بمقولة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، الذى صرح بها فى 1997 قائلا: "المساجد ثكناتنا والمآذن حرابنا والقباب خوذتنا والمؤمنون جنودنا".
الحكومة السويسرية دعت المواطنين ليقولوا لا للحظر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة