د. خميس الهلباوى

حضارتنا وبدائيتهم

الأحد، 29 نوفمبر 2009 06:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من مراجعة سريعة للتاريخ، يمكننا اكتشاف أسباب حقد وكره بعض الدول العربية لمصر ومنها دولة الجزائر التى أخرجت بلطجيتها من السجون، وأرسلتهم مع بعض قواتها المسلحة على طائرات قوات سلاح الجو الجزائرى للاعتداء على المشجعين المصريين من رسميين وصحفيين وأعضاء مجلس شعب.

حضارة مصر:
حضارة مصر تتكون من العديد من الحضارات المختلفة:
1- كان آخرها حضارة قدماء المصريين أو الحضارة الفرعونية، وهى الحضارة التى قامت فى مصر تحت حكم الأسر الفرعونية المختلفة منذ فجر التاريخ وحتى الغزو الرومانى لمصر على مدى 3000 سنة.

2- منذ 250 ألف سنة ق.م. فى عصور ما قبل التاريخ كانت مصر موئلاً للإنسان البدائى الذى كان يصيد الحيوانات، حيث كانت المنطقة فى أقصى الجنوب عند النوبة غنية بالحشائش.

3- منذ 35 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة للتصحر الذى توقف بهطول الأمطار مما أوجد مجتمعات زراعية بمصر الوسطى والدلتا بالشمال. وقامت أول حضارة مصرية فى منطقة البدارى بالصعيد تقوم على الفلاحة والصيد وتربية الطيور والمواشى وصناعة الفخار والتعدين.

4- سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الرى وأصبحت مصر ممالك قبلية صغيرة وكان الوجه القبلى يرمز له بالتاج الأبيض والوجه البحرى يرمز له بالتاج الأحمر، ووجد الملك مينا من الجنوب القطرين منذ 3200سنة ق.م وجعل العاصمة منف (ممفيس)، وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا وعاصمتها ممفيس، وهذا يتضح من خلال سجلاتها الكثيرة الذى حافظ عليها مناخها الجاف لتكون رسالة محفوظة عبر الأزمان المتلاحقة وما كتب على ورق البردى.

وهناك تاريخ دقيق مثبت لمسيرة هذه الأمة عبر الأزمان والقرون فنجد، مثل ذلك الذى كتبه مانيتو فى العهد البطلمى:

تقسيم تاريخ مصر لثلاثين أسرة حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر وهذا التاريخ فيه ثغرات أغفلت فيها فترات حكم العديد من حكام مصر.

ظل حاكم مصر يضفى عليه الألوهية منذ توحيد مصرعام 3200 سنة ق.م. وحتى احتلال الرومان مصر.
2772 ق. م. عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم.
2050 ق.م أصبحت طيبة (الأقصر حالياً) أثناء الدولة الوسطى عاصمة مصر.
2000 ق.م. مصر روضت القطط لاصطياد الثعابين والتقدم فى الفلك والتنبؤ بميعاد الفيضان.
1600 ق.م. ثورة ضد الهكسوس فى مصر العليا انتشرت بكل أنحاء مصر.
1560 ق.م. أحمس طرد الهكسوس وباقى القبائل الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر دولة استعمارية وسيطروا على معظم العالم القديم.
1500 ق.م. استعمل الشادوف.
1425 ق.م. تولى الملك تحتمس الثالث حكم مصر وأسس الإمبراطورية المصرية، أو ما يوصف بالدولة الحديثة.
1375 ق.م. دعوة التوحيد لإخناتون ونقل العاصمة من طيبة لتل العمارنة ومنع عبادة الشمس وهو ما أدى لتفكك أجزاء كبيرة من الإمبراطورية المصرية.
1271 ق.م. الملك رمسيس الثانى يحارب الثوار الحيثين وينتصر عليهم فى معركة قادش الثانية
1285 ق.م. ملك الحيثيين يعقد اتفاقية سلام مع رمسيس الثانى وتعد أول اتفاقية سلام مدونة فى التاريخ.
1236 ق.م. الملك مرنبتاح، فرعون مصر (1236 ـ 1223)، يصد هجوم شعوب البحر والليبيين ورد فى سجلاته أنه هاجم (يسرائيل) وقضى عليها فى (1231).
1167 ق.م ـ وفاة رمسيس الثالث (1198 ـ 1167) آخر فراعنة مصر العظام وضعف الدولة المركزية والكهنه وحكام الأقاليم يسيطرون على مصر وبداية عصر الاضمحلال الفرعونى الثالث.
750 ق.م. الملك كاشتا ملك النوبة يستولى على مصر ويعلن نفسه فرعونا وابنا للإله آمون.
671 ق.م. الآشوريون يحتلون مصر ويقضون على الأسرة النوبية والاحتلال الآشورى لمصر.
661 ق.م. طرد المصريون الآشوريين على يد بسماتيك الأول.
601 ق.م الفرعون نكاو الثانى يصد الغزو البابلى الحرب المصرية البابلية.
525 ق.م. الأخمينيون يغزون مصر وحكموها لسنة 405 ق م.
405 ق.م. طرد المصريون الفرس على يد ايميريتى.
343 ق.م. الفرس يحتلون مصر مرة ثانية حتى 332 ق م.
332 ق.م. الإسكندر الأكبر يغزو مصر ويؤسس الإسكندرية.
.639 م دخول الإسلام مصر بعد 20 سنة من ظهوره بمكة.

الحضارة العربية:
هى حضارة مجتمعات بدوية بدائية، وتتمثل فى ثقافتها وعاداتها البدائية وخاصة قبائل الجزائر المسماة بالأمازيغ وهم (البربر)، ومن الأمازيغ الذين لم يعرف أصلهم ونسبهم بعد قبائل بنى صمغون جنوب غرب الجزائر فى ولاية البيض الجزائرية، ويقال إن جدهم الأكبر من اليهود الفارين من بيت المقدس بعد غزوه من طرف الملك بختنصر الدى طاردهم حتى إلى بلاد المغرب بعد مقتل النبى زكريا، فوجدوا فى أرض بلاد المغرب ملاذا آمنا ومستقرا هادئا بعد أن تم الترحيب بهم من قبل سكان بلاد المغرب المسالمين منذ الأزل، فوفرت لهم البيئة المناخ المناسب للتعايش السلمى والمشاركة فى نشاط الحياة اليومية فامتزجوا بهم واختلطوا، لكن دونما تحريف للعادات والتقاليد فاسم جدهم الأكبر لم يغير إلا بعض الشىء فى النطق المحرف من شمعون إلى سمغون، كما أن اللهجة المحلية فيها الكثير من المصطلحات مغايرة للهجة البربر، ومنها الجماعات الإرهابية الهمجية التى تستخدمها السلطة الجزائرية فى إرهاب الشعب الجزائرى، والتى استخدتها ضد الشعب المصرى الآمن فى الخرطوم.

ومع ذلك فهناك خلط كبير بين الحضارة العربية والحضارة الإسلامية، فمعظم المفكرين العرب يخلطون بقصد أو بدون قصد بين الحضارتين، بالرغم من أن الحضارة العربية أقدم تاريخياً من الحضارة الإسلامية الحديثة بمفهومها الحديث، حيث إن الحضارة الإسلامية القرآنية بدأت بنزول الرسالة على الرسول الكريم فى الجزيرة العربية، أما الحضارة العربية فهى قديمة وتتسم بالجهل وعبادة الأوثان وما يلازمها من كفر ووأد الإناث...إلخ.

فالإسلام الحقيقى لله سبحانه وتعالى بدأ مع خلق آدم عليه السلام، ومن المعروف أن سيدنا آدم عليه السلام كان مسلماً لله وجميع الأنبياء، فبما تلى ذلك من أنبياء ومرسلين، وقد صرحوا بأنهم مسلمون فى القرآن الكريم، وبهذا يكون الإسلام بمفهومه الشامل هو أقدم من جميع الشعوب والحضارات، ولكنه نزل على كل قوم بلسانهم ونزل القرآن الكريم بلسان عربى على قوم جبارين يعبدون الأوثان بعد نزول السيد المسيح (عليه السلام)، ولذلك فالقول بأن الإسلام عربى قول عار من الحقيقة لأنه نزل لكى يؤمن به الناس كافة، عربا وفرسا وغيرهم ...الخ، والدليل على ذلك أننا نجد أكثر المسلمين فى العالم الآن ليسوا عرباً، ولكن أكثرهم من آسيا وباكستان والهند، والفرس والأوربيين، وفى جميع أرجاء العالم الإسلامى، فالمسلمون فى العالم قاربوا على المليار ونصف، بينما المسلمون العرب لا يتعدون نصف هذا الرقم، وعلى هذا لا يجوز للعرب أن يحتكروا الإسلام لحسابهم، ولا يجوز لأى جماعة أن تنصب نفسها أمينة ومسئولة عن الإسلام مهما كانت أعراقها وجلدتها.

ولهذا نقول إن المصريين ليسوا عرباً بالضرورة، فهم مثل الآسيويين والفرس والأتراك وغيرهم من الأعراق، فمن المصريون من كان مسيحيا مصريا واعتنق الإسلام، أو كان من أصل آخر ودين آخر وتمصر واعتنق الإسلام، أما العرب فهم شىء آخر، والدليل على ذلك اختلاف الحضارة والثقافة بين الحضارة المصرية التى ذكرتها أعلاه، والحضارة العربية المتخلفة.

وهكذا نجد أن السبب الرئيسى فى حقد بعض الدول العربية على مصر مثل الجزائر، هو اختلاف الحضارة ورقى الحضارة المصرية وتدنى الحضارة العربية، وهذا سبب رئيس وسط أسباب أخرى يمكننا التحدث بشأنها فى مقال آخر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة