بعد 12 سنة خدمة

البرادعى يغادر "الوكالة" بملفات مفتوحة

الأحد، 29 نوفمبر 2009 02:57 م
البرادعى يغادر "الوكالة" بملفات مفتوحة محمد البرادعى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
فيينا(أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتخلى محمد البرادعى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين عن مهامه بعد 12 عاما فى رئاسة هذه الوكالة التى تمكن من تعزيز دورها السياسى، لكن بدون التوصل إلى تحقيق تقدم فى الملفات التى أخرجت هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى دائرة الضوء رغم أن دورها المحض تقنى.

وفى رسالته الوداعية أمام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة استشهد البرادعى المصرى الجنسية بصلاة للقديس فرنسيس الاسيزى قائلا، "يا رب، اجعلنى أداة لسلامك، حيثما وجد البغض أعطنى أن ازرع الحب وحيثما وجد اليأس أعطنى أن ازرع الرجاء وحيثما وجدت الظلمة أعطنى أن ازرع النور".

لكن بعد ثلاث ولايات فى منصب المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يحقق البرادعى أبرز الأهداف المتعلقة بالملفات الساخنة التى تولى معالجتها.

وبعد ست سنوات من التحقيق لا يزال ملف البرنامج النووى الإيرانى مثار جدل كما كان فى اليوم الأول، وتؤكد إيران أن أهدافه محض سلمية فيما تشتبه الدول الغربية فى أنه يخفى غايات عسكرية.

أما كوريا الشمالية فانسحبت من المفاوضات المتعددة الأطراف حول برنامجها النووى وتتابع برنامجها فيما لم يتم تحقيق تقدم فى الملف السورى لا سيما فى ما يتعلق بالعثور على آثار يورانيوم فى موقع دمره الطيران الإسرائيلى فى سبتمبر 2007.

ومثل كل مسئول فى نهاية ولايته كان البرادعى الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 يريد إنهاء مهامه بالإعلان عن تقدم ما وبعدما واجه انتقادات منتظمة من الدول الغربية بسبب موقفه الذى اعتبر متساهلا مع إيران، عاد وشدد لهجته مع مرور الزمن.

لكن جهوده للتوصل الى حل بخصوص الملف النووى الإيرانى لم تكلل بالنجاح، واقتراحه تخصيب اليورانيوم الإيرانى فى الخارج بدرجات أعلى الذى كان ليبدد قلق الدول الغربية حول غايات البرنامج النووى العسكرية، لم توافق عليه طهران.

ويبدو أنه بعد التصويت على قرار الجمعة يدين بناء موقع نووى فى فردو بشكل سرى، أصبحت الهوة اكبر بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى الغربية من جهة ومع إيران من جهة أخرى.

وعبر الدبلوماسى البالغ من العمر 67 عاما علنا عن خيبة أمله، معتبرا أن الوضع وصل إلى "طريق مسدود" فى إشارة ضمنية إلى عدم تمكنه من إحراز تقدم فى هذا الملف الذى سيتركه إلى اليابانى يوكيا امانو خلفه فى هذا الموقع.

لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون خففت من مسؤولية المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى هذه المسالة. وقالت إن الوكالة "لا تملك لا الأدوات ولا السلطة لأداء مهمتها بفاعلية"، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز سلطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وهذا الموقف يشكل تحولا فعليا فى سياسة واشنطن التى لم تتوقف فى ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش عن انتقاد الدور السياسى الذى يلعبه محمد البرادعى.

وكان البرادعى آثار استياء إدارة بوش حين خلص رئيس فريق التفتيش فى الوكالة السويدى هانس بليكس إلى عدم وجود أسلحة دمار شامل فى العراق فى 2003 وهى كانت الحجة الرئيسة للتدخل فى هذا البلد.

وهذا الأمر دفع بالولايات المتحدة إلى معارضة إعادة انتخابه لولاية ثالثة فى العام 2005.
لكن الوضع تغير مع وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الحكم. وقال الموفد الأمريكى الجديد إلى الوكالة غلين ديفيس أمام الصحفيين فى ختام اجتماع لمجلس الحكام الجمعة "لقد كان بطلا، لم يعمل احد بهذا الشكل ولمثل هذه الفترة الطويلة ومع هذا القدر من المخيلة وبدون كلل مثل محمد البرادعى".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة