نيويورك تايمز: مستشار أوباما الإسرائيلى وراء فشل مشروع أوباما للسلام

السبت، 28 نوفمبر 2009 02:44 م
نيويورك تايمز: مستشار أوباما الإسرائيلى وراء فشل مشروع أوباما للسلام نيويورك تايمز تحمّل مستشار أوباما الإسرائيلى فشل سلام الشرق الأوسط
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من أن ساحة الأحداث فى الشرق الأوسط لا جديد بها منذ أيام، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز علقت فى افتتاحيتها اليوم على جهود السلام فى المنطقة وفشل محاولات أوباما فى التقريب بين الفلسطينين والإسرائيليين، وأسباب هذا الفشل.

واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: كنا سعداء عندما قرر الرئيس أوباما أن يغرق بالكامل فى جهود السلام فى الشرق الأوسط، فعين مبعوثاً خاصاً ماهراً وهو جورج ميتشيل، وطالب إسرائيل بتجميد المستوطنات، والفلسطينيين باتخاذ إجراءات صارمة ضد أعمال العنف التى تستهدف إسرائيل، وطالب القادة العرب أيضا بأن يبدوا استعدداً للتواصل مع إسرائيل، إلا أنه بعد تسعة أشهر من وصول أوباما إلى البيت الأبيض، انهارت مبادرته الواعدة لتحقيق السلام.

تستعرض الصحيفة رفض الإسرائيليين وقف الاستيطان، وكيف أكد الفلسطينون أنهم لن يتفاوضوا معهم حتى يتم وقف الاستيطان، وحالة اليأس التى انتابت الرئيس الفلسطينى محمود عباس لدرجة تهديده بترك منصبه. ولم تفعل الدول العربية أى شىء. وتدهورت شعبية أوباما بشكل كبير، وتراجعت نسبة شعبيته فى إسرائيل 4%، وأصبحت المفاوضات الجادة أبعد مما كانت عليه فى أى وقت مضى.

وحاولت الصحيفة تحديد أسباب فشل أوباما قائلة إن تحقيق السلام يتطلب مهارة إستراتيجية، لكن لم يكن هناك مؤشراً على أن أوباما ومبعوثه ميتشيل كانا يفكران فى ذلك. فأوباما أعلن للرأى العام العالمى عن مطالبه بالتجميد الكامل للإستيطان قبل أن يضمن التزام إسرائيل بذلك. ويبدو أنه ومساعديه لم يمتلكوا خطة واضحة لما يمكن فعله إذا رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو تجميد الاستيطان.

الأهم من ذلك أن المسئولين الأمريكيين سمحوا بالجدل من أجل إخفاء الهدف الحقيقى. وهو جمع إسرائيل والفلسطينيين فى محادثات سلام، ورغم أن الصحيفة قالت إنها لا تعرف بالضبط ما حدث لكنها تستطرد قائلة إنها علمت أن أوباما اعتمد على حكم مستشاريه السياسيين، وخاصة رئيس موظفى البيت الأبيض رام إيمانويل أكثر من المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط.

وكانت الفكرة منطقية: على كل جانب أن يقدم شيئاً ملموساً ليثبت جديته فى السلام ومن ثم البدء فى المفاوضات، لكن عندما رفض نتانياهو التجميد التام، فإن شعبية أوباما انخفضت.
وقدم أوباما حلاً بوقف الاستيطان لعشرة أشهر يستثنى منه القدس والمدارس والمعابد وتصاريح إسرائيلية لبناء 3 آلاف وحدة سكنية قيد الإنشاء. والمفارقة أن هذا العرض يتجاوز ما قبلت به الحكومة الإسرائيلية السابقة، إلا أن أوباما كان قد طلب المزيد بالفعل ومن ثم رفض الفلسطينيون هذا الحل.

من ناحية أخرى، اتهمت نيويورك تايمز الدول العربية بالإضرار بدورها فى جهود السلام، وخاصة السعودية. حيث رفضت هذه الدول، كما تقول، تقديم أى تنازلات حتى يتم وقف الاستيطان، ورفضت طلب ميتشيل بالسماح للطيران الإسرائيلى التجارى بالتحليق فى أجوائها أو حتى فتح مكاتب تمثيل تجارية للدولة العبرية لديها، كما أن هذه الدول لم تقدم سوى القليل جداً لتعزيز عباس الذى وصفته الصحيفة بالضعيفة "وإن كان لا يزال أفضل أمل للتفاوض على اتفاق سلام".

وخلصت افتتاحية الصحيفة الأمريكية إلى القول بأن كل ما سبق يثير سؤالين: الأول عن الدروس التى استفادها الرئيس أوباما حتى الآن بشكل يمكنه من تحسين أدائه الدبلوماسى بصفة عامة، والثانى عن خططه لإحياء محادثات السلام.

وقالت إن ليس أمام أوباما أى خيار سوى الاستمرار فى المحاولة. فعند نقطة محددة سيحاول المتشددون إثارة حرب أخرى، وغياب الحوار سيزيد الأمور سوءاً. والتمسك بخطة حل الدولتين سيمثل طريقاً محفوفاً بالمخاطر يستحق المجازفة. فالمأزق لا يمكن تحمله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة