أكد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، أن اتخاذ قرار فيما تردد مجددا عن ترشيحه لمنصب رئيس دولة مصر فى الانتخابات عام 2011 يخضع لاعتبارات عديدة، وأن الوقت مازال بعيدا بعض الشىء لاتخاذ أى قرار فى هذا الشأن.
وقال موسى إن الحركة الدبلوماسية العربية فى الوضع الحالى لن تؤدى بالضرورة للوصول إلى الحقوق العربية فى المستقبل القريب، إذا لم نستطع خلال العامين المقبلين أن نصل إلى حل معقول للقضية الفلسطينية يقبل به المواطن العربى.
وأضاف: علينا التخلص من الصفات السلبية التى حلت بالشخصية العربية من عجز ويأس، وإلا علينا أن نعترف بعدم قدرتنا على الوصول إلى حل عادل فى المرحلة الحالية.
وأضاف موسى فى حوار لموقع قنطرة التابع للخارجية الألمانية، أن موضوع الشرق الأوسط وبالذات النزاع العربى الإسرائيلى والفلسطينى الإسرائيلى، كلاهما يعانى الآن من أزمة مستحكمة، وهذه بل تزداد استحكاما.
وأوضح موسى أن العرب يشعرون بخيبة أمل بالغة تجاه سير المحادثات الأمريكية الإسرائيلية، التى فشلت مجددا فى إحراز تقدم أكبر تجاه تجميد النشاط الاستيطانى فى أعقاب الجولة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى المنطقة دون تحقيق أى اختراق فى عملية السلام المجمدة.
وأشار موسى إلى أن الموقف العربى قائمٌ على أنه لا مفاوضات مع إسرائيل فى ظل استمرار الاستيطان واستبعاد القدس من عملية التفاوض، وأى مفاوضات فى غير هذا الشأن ستكون هزلية وغير مفيدة، وقد جربناها من قبل وانتهت بالفشل. موضحا أنه عندما وصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى سدة الحكم، جاء بالكثير من الأمل والجرأة والإقدام والتغيير وتكلم عن ذلك بوضوح وقوة".
وحول مستقبل المصالحة الفلسطينية، أكد موسى أن الاختلاف بين فتح وحماس من أسخف ما حدث للشعب الفلسطينى فى نضاله كله، فالاختلاف معناه أنك فى بلد له سيادة، لكن دولة فلسطين نفسها لم تقم، والقضية لم تحل، وبدلا من الاتحاد نجد هذا يمينى وهذا يسارى وهذا له أيديولوجية مختلفة عن الآخر.. هذه مسألة غير مقنعة بالنسبة لنا ولأغلبية العالم العربى، ولابد من اتحادهم قريبا، فلا طريق غير ذلك.
ورفض موسى الحديث عن وجود تدخلات خارجية إيرانية مثلا وأجندات إقليمية تفسد المصالحة الفلسطينية قائلا: لا أريد التطرق لمثل هذا الحديث، أنا أريد الفريقين الفلسطينيين، حماس وفتح، أن يتحملا المسؤولية لتراجع الوضع، ويجب أن يوقعا سريعا على ورقة المصالحة المصرية، لأن القضية الفلسطينية لا تحتمل المزيد من التردى.
وحول انحياز جامعة الدول العربية لدول على حساب دول أخرى أوضح موسى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، التى تقع فى ميدان التحرير فى وسط مدينة القاهرة، لا تنحاز لأى جنسية عربية على حساب الأخرى.
الجامعة العربية بها الآن موظفون يمثلون جميع الدول العربية، وبلا تفرقة، ومن بين هؤلاء أمازيغ، وسيكون هناك أكراد ومواطنين من جنوب السودان، وبها سنة وبها شيعة، وبها من يتحدث الفرنسية أو الإنجليزية والكل فيها يجيد العربية. والجامعة العربية فى النهاية لا تخدم سوى أجندة العمل العربى المشترك.
عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة