لم يكن اعتداء بلطجية الجزائر على المصريين عقب المباراة الفاصلة عادياً أو غضبا جماهيريا، ولكنه كان مخططا إرهابيا لإراقة الدماء المصرية، مستغلين حسن النية الذى يسيطر على فكر المصريين.. وكان اليوم السابع شاهد وضحية على هذا العنف الجزائرى، عندما ركبنا أتوبيسا خاصا بإحدى الشركات الخاصة، وكان به المطربان محمد فؤاد وهيثم شاكر والمذيعة مفيدة شيحة والممثلة الشابة بسمة وحكم الكرة محمود عاشور وبعض الصحفيين.
وتوجه الأتوبيس للمطار فى جو هادئ يسيطر عليه المحادثات الجانبية بين الركاب وفجأة توقف الأتوبيس فى إحدى الإشارات المرورية بسبب الزحام، ولكن بمجرد الوقوف تدافع نحو الأتوبيس بعض البلطجية الجزائريين والذين تسابقوا فى إلقاء الحجارة التى حطمت الزجاج وأمام الهجوم الشرس تركتنا سيارة الشرطة السودانية التى كانت ترافقنا لحمايتنا وطالبنا رجل شرطة سودانى يركب الأتوبيس بإطلاق الأعيرة النارية لإبعاد هؤلاء البلطجية ولكنه رفض فجلسنا جميعا فى ممر الأتوبيس فى حالة رعب والجزائريون يواصلون إلقاء الحجارة، ثم حاول بعضهم القفز داخل الأتوبيس ومعهم "سنج وسواطير" فصرخت "مفيدة شيحة" بشكل هيستيرى وطالبها محمد فؤاد بالهدوء.. وقمت بنصيحة الجميع بانتزاع مقاعد الأتوبيس ووضعها فوق الرؤوس حتى لا تكون إصابتنا خطيرة، وبالفعل نفذ الركاب النصيحة، ولكن تعرض المطرب هيثم شاكر للإصابة بخنجر كبير فى ظهره، ووسط هذا الرعب كانت هناك صرخات مدوية للأطفال الذين كانوا فى الأتوبيس، وقام محمد فؤاد بوضع ابنه تحت قدميه.
وبعد أكثر من 40 دقيقة كاملة من الخوف والرعب استمع السائق لنصيحة محمد فؤاد وانطلق فى الاتجاه المعاكس بعيدا عن طريق المطار وبعد عدة كيلو مترات بدأنا ننهض من ممرات الأتوبيس ووقفنا جميعا، وقال أحد الركاب ممكن نذهب لوكالة طارق نور فى السودان، ووصف للسائق مكانها.. وبالفعل وصلنا للفيلا التى بها الوكالة الإعلانية واستقبلنا الرجال الذين يعملون بها ودخلنا فى لحظات داخل الفيلا وقمنا بإطفاء الأنوار وصعدنا للدور العلوى ثم بدأنا فى إجراء الاتصالات الهاتفية مع الأقارب والأصدقاء والزملاء بالقاهرة نؤكد لهم احتجازنا فى فيلا بالخرطوم وننتظر مصيرا مجهولا بعدما سيطر الجزائريون على شوارع السودان، واستمر الرعب والخوف بين الجميع وانهمرت علينا الاتصالات الهاتفية والفضائيات المصرية والتليفزيون يؤكدون مساندتنا واهتمام الدولة بإنقاذنا حتى جاءت مكالمة الرئيس مبارك لمحمد فؤاد مؤكداً إنهاء المشكلة خلال لحظات قليلة.
وبدأ بعد ذلك توافد رجال من السفارة المصرية بالسودان، وكذلك بعض رجال من وزارة الخارجية السودانية ترافقهم سيارات شرطة ولكننا رفضنا الخروج من المكان حتى نشعر بالأمان الكامل.. وبعد أكثر من 4 ساعات من الاحتجاز جاء عمرو السعيد صاحب شركة السايحة، يؤكد أن وزير الخارجية السودانى تحدث معه وسيتم توفير الحماية الكاملة لنا، لحظات وحضر بعض قيادات الشرطة السودانية ومعهم سيارات مصفحة تابعة للجيش ونقلونا إلى مطار الخرطوم وتحديداً من المدخل الخاص بالرئيس السودانى، وهناك وجدنا تجمعا للمصريين ووجود بعض رجال الأمن المصريين الذين قاموا بمجهود كبير فى تنفيذ تعليمات الرئيس مبارك لسرعة مغادرتنا للسودان.
مأساة السودان لن تنسى
صرخات "شيحة".. "أبوّة" فؤاد.. جدعنة المصريين
السبت، 28 نوفمبر 2009 07:24 م
مأساة السودان من الصعب نسيانها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة