تمثل ثلث الإنتاج المصرى من الجلود فى العام

"جلود الأضاحى"تمول الجمعيات الخيرية وتوفر آلاف فرص العمل

السبت، 28 نوفمبر 2009 04:24 م
"جلود الأضاحى"تمول الجمعيات الخيرية وتوفر آلاف فرص العمل صورة أرشيفية
كتب عزوز الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البطالة وارتفاع الأسعار جعلا الكثير من الشباب يعملون على ابتكار فرص عمل موسمية مثل صناعة الأعلام فى نهائيات الدورات الرياضية والفوانيس فى رمضان وأخيرا جمع الجلود فى عيد الأضحى.

حيث ظهر مجموعة من الشباب دفعتهم البطالة إلى استغلال عيد الأضحى وقيام معظم المصريين القادرين بذبح الأضاحى لجمع جلود الأضاحى وإرسالها للمدابغ، كما تلجأ بعض الجمعيات الأهلية أيضًا لجمع هذه الجلود التى يتبرع بها بعض الناس لها لتمويل أنشطتها الخيرية.

ورغم أن الجلود يتم فى الغالب جمعها من خلال تجار مرتبطين بالمجازر المعتمدة، فإن هذه الطريقة تختلف فى موسم عيد الأضحى، حيث يمارس أغلب المصريين ذبح الأضاحى فى المنازل، مما يعطى الفرصة لظهور تجار موسميين لجمع جلود الأضاحى وهم هؤلاء الشباب.

محمد جمعة (30 عامًا) وهو أحد جامعى جلود الأضاحى فى محافظة حلوان، يقول أن عيد الأضحى هو الفرصة التى نعمل فيها بهذه المهنة، حيث يتم الاتفاق مع عدد من الجزارين على توريد جلود الأضاحى التى يذبحونها.

ويضيف قائلاً: إنه غالبًا ما نمشى خلف الجزار، وكلما انتهى من ذبح الأضحية نحصل منه على جلدها أولاً بأول، خاصة أن بعض البسطاء يفضلون منح الجلد، وبعض أحشاء الأضحية للجزار بدلاً من الأجر المادى، الذى يقوم بدوره ببيعها لنا.

ويقول جمعة إن جلد الضأن هو الأكثر تداولا فى العيد، ويصل ثمنه إلى حوالى 20 جنيهًا عند شرائه من الجزار، ويتم وضعه بالملح قبل بيعه للتاجر الرئيسى بحوالى 35 أو 40 جنيهًا حسب التفاوض، وتباع بعد ذلك هذه الجلود للمدابغ الصغيرة أو الورش الصغيرة فى البساتين التى تقوم بتحويلها إلى جلود عادية تستخدم فى صناعات جلدية عديدة، ويتضاعف متوسط ربح هذه التجارة إذا كان جامع الجلود يعمل لحسابه، بينما ينخفض إلى النصف إذا كان يعمل لصالح تاجر رئيسى.

ومن جانب آخر أكد أبو عبده تاجر جلود بمركز البدرشين بمحافظة 6 أكتوبر، إنه يجد فى عيد الأضحى فرصة لكسب مبلغ وصل فى العام الماضى إلى ثلاثة آلاف جنيه، مشيرا إلى اختلاف أسعار الجلود فى القرى عن المدينة حيث يتراوح سعر الجلود فى القرى للضأن من 6 : 7 جنيهات والماعز من 4 : 5 جنيهات والعجول من 40 : 70 جنيها.

ولا تقتصر الاستفادة من جمع الأضاحى على بعض الأفراد، بل تمتد للجمعيات الخيرية خاصة تلك التى تستقبل جلود الأضاحى من المتبرعين، ثم تقوم ببيعها لتمويل النشاطات الخيرية.

الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، هى من المؤسسات الأهلية المهتمة بهذا الأمر، ويقول محمود عبد الرحيم مدير فرعها بمنشأة دهشور بالجيزة، إن الجمعية تقوم بعمل مزاد لبيع كل ما تم جمعه، ويدخل لصالح ميزانية الجمعية التى ترعى 175 أمًّا معيلة وأكثر من 300 طفل يتيم.

غير أن مؤسسات أخرى كجمعية مصطفى محمود فى المهندسين بالقاهرة تقوم بتوزيع ما يصلها من جلود أضاحى على جمعيات صغيرة بالقاهرة لتمويل نشاطها الخيري، ويقول منير نور الدين المشرف على الأضاحى بالجمعية إنه يصلهم عدد ضخم من تبرعات الأضاحى، حيث تنفق الجمعية على نحو 35 ألف أسرة تحتاج لمساعدات مستمرة خاصة فى مثل هذه المناسبات، لكن الجمعية لا تمتلك الوقت الكافى والعدد اللازم للتعامل مع جلود الأضاحى التى تشكل عبئًا عليها لا يخففه سوى العاملين بالجمعيات الخيرية الفرعية الصغيرة الذين يتلقون هذه الجلود بفارغ الصبر.

من جانبه، يرى المهندس ممدوح ثابت مكى رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات أن موسم عيد الأضحى يمثل انتعاشة لصناعة الجلود، حيث تضخ جلود الأضاحى ما قيمته 30 مليون دولار سنويًّا، أى أنها تمثل حوالى ثلث قيمة الإنتاج السنوى المصرى من الجلود والبالغ 120 مليون دولار.

ويقول مكى: إن صناعة الجلود من الصناعات كثيفة العمالة، حيث تقوم أساسًا على العنصر البشرى وتتفرع منها مهن عديدة، مما يضعها فى مقدمة القطاعات الهامة فى مصر التى لابد من تطويرها وفتح آفاق جديدة للعاملين بها.
وحسب دراسة غرفة صناعة الجلود فإن الاستثمارات بقطاع الجلود تصل إلى حوالى 5 مليارات جنيه ويعمل بها 250 ألف عامل وتضم 3500 ورشة إنتاجية و50 مصنع أحذية و150 مصنعًا وورشة منتجات جلدية، و20 مصنع نعال وأكثر من 100 وحدة صغيرة إلى جانب 300 مدبغة جلود و15 ورشة قوالب خشبية، فضلاً عن مصانع المواد اللاصقة والمكملة.

غير أن العاملين بهذه الصناعة يواجهون حاليًّا أزمة كبيرة، حيث من المنتظر نقلهم خلال عامين من حى عين الصيرة بمصر القديمة إلى خارج القاهرة؛ بسبب مرور سور مجرى العيون الذى يُعَدّ أهم الآثار الإسلامية فى القاهرة الفاطمية فى الحى الذى يتمركزون فيه، إضافة لما تحدثه صناعة الجلود من تلوث بيئى.

ويقول ممدوح مكى بأن هناك مشروعًا طموحًا لتطوير ونقل المدابغ إلى خارج القاهرة بمنحة إيطالية، وتم مؤخرًا توقيع عقد المشروع، على أن تنتهى عملية النقل خلال عامين، حيث يتكلف المشروع 72.84 مليون دولار، مؤكدًا أن الحكومة تدعم هذا المشروع من خلال تخصيص مساحة 530 فدانًا بمنطقة "الروبيكى" فى مدينة بدر، وبيعها بسعر رمزى قدره 30 جنيهًا للمتر المسطح.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة