نشرت مجلة "تايم" تقريرا من مدينة ديربورن بولاية ميتشجان التى تضم عددا كبيرا من المسلمين حول المخاوف التى سيطرت عليهم من التعرض لردود أفعال عنيفة أو أعمال مناهضة للإسلام فى أعقاب حادثة إطلاق النار فى "فورت هود" على يد نضال حسن، ذاهبة إلى أن تلك المخاوف لم تتحقق.
وقالت التايم، بعد أسبوع من مجزرة فورت هود بولاية تكساس، كان هناك شعور ملموس بعدم الارتياح يسيطر على 400 رجل وسيدة الذين تجمعوا لصلاة الجمعة فى المركز الإسلامى الأمريكى فى ديربورن بولاية ميشيجان. حيث يخشى المسلمون من أن تُزيد تلك الحادثة التى أسفرت عن مقتل 12 شخصا من زملاء حسن نضال ومدنى واحد، مما يسمونه اتساع العداء تجاه المسلمين.
ولكن، هذا التخوف من قبل المسلمين فى ديربورن يثير الدهشة، إذ أنه من الصعب تصور وجود مدينة أميركية أخرى حيث يمكن للمسلمين الشعور فيها بأنهم أقل عرضة للتهديد، لاسيما وأن ديربورن (التى يصل عدد سكانها إلى 100 ألف نسمة) تضم 10 مساجد، أى أكثر من أى مدينة أخرى فى نفس حجمها. كما أن عدد الأشخاص من أصل شرق أوسطى يمثلون ثلث عدد سكانها، بالإضافة إلى أن المدارس العامة فى هذه المدينة تأخذ أجازات فى أعياد المسلمين.
ومن ثم، وبنفس القدر، لا يمكن للمركز الإسلامى الأمريكى بالمدينة أن يكون معرضا للتهديد. خاصة أن الإمام محمد ماردينى هو رجل دين معتدل يتمتع بصلات قوية مع المدينة والمسؤولين فى الولاية. وعندما أقامت مؤخرا وكالة الاستخبارات الأمريكية مأدبة عشاء فى ديربورن، كان ماردينى يجلس على طاولة مدير الوكالة ليون بانيتا. كما أنه يدعو غير المسلمين لزيارته ومشاهدة الصلاة وإجراء مناقشات حول الأديان فى مكتبه.
ومع ذلك، كما تشيرالتايم، فإن التخوف من التعرض لأعمال مناهضة للمسلمين أو للعنف قد جعل بعض المصلين لا يحضرون صلاة الجمعة فى اليوم التالى لحادثة "فورت هود".. ومنهم فهيم قريشى (48 عاما) الذى طلب من أبنائه البقاء فى المنزل، أو مروان وهبة (43 عاما) الذى يرى أنه "عندما يحدث شىء مثل هذا، لا يستحسن اتخاذ أى مخاطرة"، كما أن البعض يعرب عن قلقه من ألا يأتى تطبيق القانون فى صالحهم، مشيرين إلى حادث مقتل إمام ديترويت المثير للجدل خلال مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالى لمسجده الشهر الماضى.
وتضيف الصحيفة، إذا كانت حادثة "فورت هود" قد جعلت بعض الأشخاص يتقوقعون داخل منازلهم، فإنها على العكس قد دفعت قادة المسلمين بالمدينة إلى نوبة من العمل. فحالما ذكرت تقارير وسائل الإعلام اسم "حسن" مطلق النار، بدأ ماردينى الاتصال بأئمة المساجد فى جميع أنحاء ديترويت للتنسيق معهم لتحضير الرد، مستشيرا المجموعات الوطنية مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. وكانت نتيجة هذه الاتصالات هى الإجماع على إدانة تلك الحادثة دون أى تحفظات، وعرض المساعدة على الضحايا وأسرهم. وقد أطلق مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "صندوق أسرة فورت هود" فى 17 نوفمبر واستطاع أن يجمع مبلغ 45 ألف دولارا، بل أن ماردينى قد ذهب إلى أبعد من ذلك عندما عرض الصلاة من أجل القتلى والجرحى، قائلا: "من المهم أن يعرف الجميع أننا حزننا كأمريكيين".
وتقول الصحيفة أن هذا الأمر قد فلح، إذ يلاحظ ماردينى أنه لم تصدر أى تقارير تشير إلى وجود هجمات ضد المسلمين فى أى مكان فى الولايات المتحدة، مضيفا أن "أسوأ كابوس لدينا لم يتحقق". باستثناء أن أحد المصلين قد وجد خارج مسجد ماردينى قرآن باللغة الإنجليزية وقد شوه بطلاء فضى، وطويت بداخله رسالة خطية كُتبت بخط طفولى تقول "إن الإسلام مرض، والمهاجرين المسلمين هم الفيروس... يجب طرد كل مسلم خارج الولايات المتحدة".
ومن الغريب أن هذه الرسالة لم تثير مخاوف المصلين إلى حد كبير، حيث يرون، مثل قادر القدرى (رجل أعمال يبلغ 38 عاما)، أنه "من الواضح أن أى كان من فعل هذا فهو جبان، لذلك أنا لا أشعر بأننى مهدد".
التايم: مخاوف المسلمين من المعاداة بعد "فورت هود" لم تتحقق
السبت، 28 نوفمبر 2009 01:01 م
مجلة تايم الأمريكية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة