>> فنان متميز يتحكم فى انفعالاته ويدرس تفاصيل دوره بدقة وبشكل جيد
النجومية السريعة مثل «الفسفور» تلمع سريعا وتنطفئ أسرع.. هذا ما يثق فيه دائما الفنان فتحى عبدالوهاب، لذلك لم يتعجلها يوما، وكانت سعادته بالحصول على جائزة أحسن ممثل فى مهرجان القاهرة السينمائى ليست فقط لأنه حاز جائزة فى مهرجان سينمائى دولى، بل لأنه يأتى بعد مشوار طويل فى عالم الفن، حرص على رسم ملامح طريقه بشكل مختلف ولم يتأثر بما يحققه بعض زملائه من نجاحات وشهرة وأموال أيضاً خصوصاً أن طريقه تميز بملامح مختلفة فلم يسع إلى المشاركة بأعمال فنية وتحقيق انتشار من أجل جمع المال بل لتقديم فن يشبع طموحه، كانت أولى خطواته مع عالم الفن على خشبة مسرح فنان بحجم محمد صبحى من خلال مسرحية «بالعربى الفصيح» عام 1992، وتعلم من خلال تعاونه مع صبحى كيفية الحفاظ والمثابرة على أهدافه لتلتقطه أعين المخرج داود عبدالسيد ليضمه إلى فريق عمل فيلمه «سارق الفرح» أحد أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية عام 1994 ويقدم من خلاله شخصية «مطر» الطبال، ليجذب الأنظار إليه ويشارك مع النجم عادل إمام فى بطولة فيلمين متتاليين هما «بخيت وعديلة» و«طيور الظلام»، وهو ما يدل على أنه نجح فى لفت أنظار النجوم الكبار سواء المخرجون أو الممثلون فى السينما والمسرح.
ويستمر فتحى فى مشواره السينمائى يقدم أدواراً بسيطة تدل على مشروع نجم يسير فى خطوات هادئة دون ضجيج لكنها تلفت أنظار صناع السينما حتى جاءت أولى مراحل نجوميته من خلال «فيلم ثقافى» عام 2000، ليقدم شخصية أشرف الشاب الذى يبحث مع أصدقائه عن طريقة لمشاهدة فيلم إباحى، ليرصد بطريقة ساخرة مشاكل الشباب العاطل عن العمل.
ورغم نجاح الفيلم وتحقيقه إيرادات كثيرة إلا أن فتحى قرر الابتعاد فترة قصيرة عن السينما ليقدم أعمالا تليفزيونية هى «وحلقت الطيور نحو الشرق» عام 2002، و«أميرة فى عابدين»، ليلتقط أنفاسه من السينما قبل أن يعود لها بفيلم «سهر الليالى» مع أحمد حلمى وشريف منير ومنى زكى وحنان ترك وغيرهم من النجوم ليقدموا بطولة جماعية.
ويحقق الفيلم إيرادات ضخمة، ويلاقى ترحيباً كبيراً من النقاد، ليعرف بعد ذلك فتحى طريقه إلى البطولة المطلقة من خلال فيلم «فرحان ملازم آدم» وهو ما يعد حلما لأى فنان أن يقدم بطولة مطلقة، لكن الأمر لم يكن كذلك لدى فتحى حيث يشغله فقط تقديم عمل سينمائى وأدوار تبقى فى ذاكرة الجمهور ليعود مرة أخرى للبطولة الجماعية فى العديد من الأفلام ومنها «قص ولزق» مع شريف منير، و«أحلام حقيقية» مع خالد صالح وحنان ترك.
واستطاع فتحى أن يكون متميزاً وحاضراً بقوة حتى عندما شارك فى فيلم حمل الكثير من الانتقادات وهو «البلياتشو» حيث أجمع أغلب النقاد على أن الشخصية التى جسدها فى الفيلم وهى «ماهر الغنام» تعد أفضل ما فيه وتغرد لوحدها خارج سرب الفيلم، الذى واجه انتقادات كثيرة وبقى فتحى وحده العلامة المميزة به وذلك لأنه يعمل بجهد ودأب شديد ويسير خطوة بخطوة حتى صار واحداً من النجوم المميزين الذين يملكون طريقاً خاصاً فى الأداء السينمائى.
يستطيع فتحى التحكم فى انفعالاته ودراسة تفاصيل الدور الذى يقدمه، حتى يرسم ملامحه الداخلية والخارجية، فاستحق الجائزة لأنه لم يلهث وراء الأضواء الزائفة بل ركز أكثر على كيفية إتقان عمله، ليشرف مصر فى مهرجان القاهرة السينمائى، واستحق احترام الجمهور أيضا لأنه فى لحظة شديدة الإنسانية أهدى الجائزة للمنتخب الوطنى لكرة القدم وللمشجعين المصريين، حيث قال: «هذا أقل شىء أفعله لمصر الغالية جداً لأعبر لها عن حبى واعتزازى بمصريتى، فنحن أهم دولة فى العالم، ويجب على الجميع احترام شعب مصر وأراضيها».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة