الإكسبرس: أزمة مصر والجزائر وسيلة لصرف النظر عن الفقر

الجمعة، 27 نوفمبر 2009 07:02 م
الإكسبرس: أزمة مصر والجزائر وسيلة لصرف النظر عن الفقر مجلة الإكسبرس الفرنسية
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سياق اهتمام الصحف العالمية بالأحداث التى تلت مباراة مصر والجزائر فى إطار التأهل لمونديال 2010، نشرت مجلة "الإكسبرس" الفرنسية تحليلا حول ما حدث تحت عنوان "كرة القدم.. أفضل مسرحا للأعمال العدائيةٍ"، مشيرة إلى أن السلطات فى كل من البلدين عملت على تحمية مشاعر الاستفزار لدى جماهيرها لتحويل نظرهم، ولو لحين، عن ظروف المعيشة الصعبة التى يمرون بها.

وقالت المجلة، إن المصادمات دارت حول المباراة بين مصر والجزائر تذكراً بأن "كرة القدم ليست فنا بريئا"، وإنما هى امتداد لمواجهات وخصوصيات - وطنية وإقليمية وعرقية- بين البلاد، وبالتالى تصبح وسيلة لبعض النظم السياسية لتأجيج الصراعات أو لتخفيفها، لأنها ستكون بثمن بخس ولن تكلف شيئا (إذ لن يكون هناك لجوء إلى القوة العسكرية المكلفة) وعلى نطاق واسع (من خلال التأثير الذى تلعبه وسائل الإعلام). ومن ثم ليس هناك أفضل من أن تقوم حكومة فى موقف لا تحسد عليه من استغلال مباراة كرة قدم لتكون مسرحا للتعبير عن العداء، لاسيما وأن كرة القدم تعتبر رياضة سلمية. وفى هذا السياق تعتبر حالة مباريات مصر والجزائر نموذجا مثاليا يعكس ذلك.

وقالت المجلة إنه بعد أن قامت القاهرة والجزائر باستثارة جمهور الكرة فيهما وعملت على تشجيع أسوأ أنواع الحس القومى من خلال الخطب ذات الطابع الحربى والاستخدام المكثف للإنترنت، جمعت كل منهما حول كرة القدم قدرا كافيا من الكراهية لصرف نظر شعبيهما – ولو لحين – عن الفوضى والبؤس واليأس التى يعيشوها.. ففى مصر وصلت أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية إلى مستويات مخيفة، فى حين أن الجزائر تشهد انخفاضا شديدا فى القوة الشرائية بها.. الأمر الذى يكشف فى المقابل إلى أى مدى قد يصل عبث العنصرية (بما فى ذلك بين الشعوب العربية).

وأضافت أن المساحة المخصصة لهذه الرياضة فى هذه المجتمعات، المحرومة من الحريات المدنية والمظاهرات المعارضة، تمنح وسيلة للتفريغ عن كل ما هو ممنوع فى السياسة، الأمر الذى يأخذ بالتالى أشكالا متطرفة.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه يتعين أيضا قياس مدى قوة الساحرة المستديرة عندما يتم استغلالها لتكون بمثابة ذريعة للحوار أو رمزا للسلام. والمثال على ذلك، هى "دبلوماسية كرة القدم" التى استخدمتها أرمينيا لإجراء المحادثات مع تركيا، والتى نتجت عنها مسيرة تاريخية، لاسيما وأن لقاء رئيسى الدولتين قد طغى إلى حد كبير حتى على نتيجة المباراة بين فريقيهما. وتتساءل المجلة أيضا فى النهاية: من كان يمكنه أن يتصور قبل عشرين عاما أن تجرى نهائيات كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة