«شغلانة رجالى».. هذا هو ما تقوله العادات والتقاليد فى الصعيد، وهذا هو ما كسرته حنان الفولى 23 سنة، فغيرت التفكير واكتسبت احترام الرافضين.
لم تبدأ قصة حنان الآن وإنما منذ أن كان عمرها 9 سنوات، تقول: عندما كنت صغيرة كنت أرى والدى الضرير وهو يعانى من استغلال سائقى سيارته التى كانوا يعملون عليها، فقررت حنان أن تتعلم قيادة السيارة لتساعد والدها وأسرتها المكونة من 4 أشقاء، واستطاعت حنان أن توفق فى البداية بين دراستها وعملها على السيارة الأجرة التى تقودها لمسافة أكثر من 350 كم, ما بين نجع حمادى وأسيوط، إلا أنها اضطرت لترك الدراسة نظراً لتزايد المسئولية عليها بعد وفاة والدتها فجأة. تقول حنان: «لقد اتخذت قرارى سريعا بأن أتفرغ للعمل على السيارة ورعاية والدى وإخوتى وأترك التعليم لفترة من الزمن حتى أستطيع الوقوف على أقدامى، والحمد لله استطعت الآن العودة إلى الدراسة من جديد، ولكن يحزننى أن الناس لديها اعتقاد أن «السواقة» سهلة، لكنها فعلاً صعبة ومسئولية لأننى بـ«أشيل أرواح»، ده غير إنى أقوم بتصيلح أعطال العربية بنفسى لأنى بأتعطل ساعات على الطريق السريع ولا يوجد ميكانيكى ممكن يساعدنى».
الأسطى حنان كما يناديها الناس فى نجع حمادى تفكر فى الترشح لعضوية مجلس الشعب تقول: «أعتقد أن وجود نائبة بقريتى سيخدم الجميع خاصة السيدات، وأنا أفهم مشاكل الناس فى قريتى «عزبة البوصة غرب أبوتشت»، لكن السن هو اللى حاكمنى وإن شاء الله أول ما أكمل السن القانونية سأرشح نفسى». وتضيف حنان التى كان حلمها أن تعمل صيدلانية وتبخر حلمها على السيارة الأجرة: «حياتى كلها مليئة بالصعوبات بس أصعب لحظة بتواجهنى لما أكون محتاجة لأمى وملاقيهاش جنبى».