كنت قد عقدت العزم وبدأت فى كتابة مقال طويل للرد على بعض الأفاقين من مثيرى الفتنة ومدعى حسن النية، وهم أبعد ما يكون عن هذا، فهم فى وقت تحتاج فيه الأمة إلى التكاتف والتوحد لمجابهة أعدائها الذين قد كشروا عن أنيابهم فى صفاقة، وأضحوا يعلنون عداوتهم ولا يبطنونها فى استهانة بهذه الأمة، التى قال فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، أقول فى هذا الوقت لا يفتأ هؤلاء الأفاقين المنتفعين يثيرون الفتنه بين أبناء الأمة فتارة يقدحون فى بعض أبناء الأمة ويتهمونهم بالخنوع ويحرضونهم على التمرد والعنف ضد إخوانه بحجج واهية، وتارة يسبون أبناء قطر آخر أخطأ ثلة من أبنائه فى حق أمته باستباحة دم وعرض إخوانهم، ونحن لسنا من المؤيدين لطرف على آخر، بل نحن مع حساب المخطيء وتبيان الحقيقة وإظهار الحق، لكن بلا فحش وبلا فظاظة يندى لها الجبين، فهم ينبشون فى القذر، ويستعدون أبناء كل قطر على الآخر فى محاولة للإساءة دون مبرر، اللهم إلا إذا كان وراء هذا الهجوم من المقصود ما لا نعلمه!!
ولعل ما يحزن أننا نرى بعض القائمين على أمر بعض المنتديات والمنابر الإعلامية لا يهمهم سوى الفوائد التى تعود عليهم وعدد المتابعين والمشاهدين، مستغلين الحمية الوطنية والشعوبية المقيتة التى أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله "دعوها فإنها منتنة"، ودون أن يكون عندهم وازع من ضمير، أو رادع من أخلاق، وإلا لإثارة موضوعات بعينها؟ واستثارة غيرة وجهل البعض فى ردود أقل ما يقال عنها أنها سوقية، ولما يحدث هذا فى هذا التوقيت بالذات؟ ولمصلحة من؟ ولماذا لا تعلو حناجرهم حين تنتهك حرمة المسجد الأقصى أو يجوع أطفال غزه والضفة وتكسر عظامهم أمام مرأى منهم ومن العالم أجمع بأيد الجنود الصهاينة، وهل هذا الذى يحدث يتم بإيعاز من أصحاب المصالح؟ يا هؤلاء رحمة بأمتكم خاصة فى تلك الأوقات التى تمر بها، وذاك المنعطف التاريخى الذى سيحدد مصير هذه الأمة، وتذكروا أن ما تقوموا به لا يخدم سوى أعدائكم، وتناسوا ولو قليلاً أغراضكم الشخصية، وتذكروا أنكم مسئولون أمام التاريخ عن كل حرف قصد به الإرجاف والتفريق وقبل ذلك مسئولون أمام الله عن ما تخطه أيديكم من أحرف وما تتلفظوا به من كلمات، لا تبتغون بها وجه الله.
غفر الله لنا ولكم وأرشدكم إلى سواء السبيل
وعذرا إن لم أنشر مقالى الذى كنت قد خططته، ثانياً لأننى شعرت بأننى سأكون مشاركاً فى هذا السقوط وهذه الغوغائية، وأولاً لأنى خفت الله .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة