أصبحت وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية تؤثر تأثيرا كبيرا فى سلوكيات المجتمع ونقل الثقافات والخبرات والأفكار بين الدول. وقد تكون الرسالة التى تبثها وسيلة الإعلام من أجل تغيير سلوكيات معينة للأفراد داخل المجتمع؛ أو تعبئة الرأى العام نحو قضية معينة أو حتى التأثير فى اتخاذ القرار لدى الفرد، أو تغيير عادات استهلاكية معينة.
ومن المؤسف أن معظم وسائل الإعلام العربية قد تخلت عن دورها الاجتماعى ومسئوليتها التى يجب أن تضطلع بها داخل المجتمع.وأصبح الهدف الأول الذى تسعى إليه جل وسائل الإعلام هو تحقيق الربح المادى واعتبار أن معيار النجاح هو قدر الأموال التى تحققها، ومن أجل ذلك لا تتورع فى بث الأخبار المثيرة التى تجذب المشاهد أو المستمع أو القارئ حتى وصل الحال ببعض الصحف إلى نشر مقالات كاذبة وشائعات مغرضة تحت مسمى السبق الصحفى، وهكذا الحال فى أغلب وسائل الإعلام.
وقد تجد نفسك مدفوعا لمشاهدة برنامجا حواريا وعندما تنتهى من المشاهدة تفاجأ بأن الهدف من البرنامج كان من أجل الدعاية لمذهب معين أو لشركة معينة أو لطائفة محددة !! ومن هذا المنطلق كان لابد من الارتقاء بالرسالة الإعلامية وتحقيق الهدف الأساسى منها وهو خلق المنظومة المتكاملة التى تعزف على أوتار الثقافة الشاملة والتوعية ومحو الأمية والأخذ بالتكنولوجيا وأساليب التقدم التى تنتهجها الدول المتحضرة.
وقد هالنا جميعا المستوى المتدنى لوسائل الإعلام الجزائرية وبعض المصرية فى تناول مباراة مصر والجزائر . وحتى يمكن تفعيل القول وتأصيل الفعل فإنه يجب وضع لجنة عربية عليا تقوم بدورها الرقابى والتدريبى لوسائل الإعلام، بحيث تكون لها الصلاحية فى وقف الجريدة أو إلغاء البرامج أو حتى إلغاء الموجة الإذاعية أو القناة الفضائية.
إن الخطر الذى نحذر منه الآن هو النفخ فى الرماد الذى يحاول البعض القيام به، وقد نجحت بعض الفضائيات فى بث الفرقة بين أبناء البلد الواحد وبات من اليسير على أعداء العرب أن تشعل الوقيعة بين الأشقاء وتبدو قمة النجاح أن تمتد الوقيعة لتشمل الشعوب وليس الحكومات فقط، وهذا هو الخطر المحدق بالأمة العربية بأسرها وكانت الأحداث الأخيرة بمثابة بالونة الاختبار التى أكدت نجاح التجربة.
أشرف الزهوى يكتب.. الإعلام العربى بالونة اختبار
الجمعة، 27 نوفمبر 2009 11:24 ص