قالوا إنه رحل هادئاًَ بعد حياة أكثر هدوءاً..

أدباء مصر ينعون محمد صالح

الجمعة، 27 نوفمبر 2009 09:34 م
أدباء مصر ينعون محمد صالح محمد صالح
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل عن عالمنا اليوم الشاعر محمد صالح عن عمر يناهز الـ69 بعد صراع قصير مع المرض، حيث اكتشف الراحل منذ حوالى ستة أشهر حقيقة مرضه بالسرطان، فقرر أن يحيا ما تبقى له من أيام فى هدوء، رافضاً أن يعلن حقيقة مرضه، إلا لقليل من أصدقائه المقربين من الكتاب والصحفيين.

وأكد عليهم عدم نشر الخبر، وهو ما سبب له خلافاً مع بعض أصدقائه الذين أرادوا نشر الخبر والاهتمام به وعلى رأسهم الروائى والقاص سعيد الكفرواى أحد أصدقائه المقربين، الذى قال عن صالح إنه أحد الشعراء المهمين جداً فى تاريخ الشعر المصرى والعربى، فقد أعطى للحياة الأدبية المصرية عدداً من الدوواين ستظل فى ذاكرة الشعر بالرغم من قلتها، ذلك لتميزه بكل ما هو خاص وفريد، كما أنه كان ملتزماً ومهموماً بقضايا وطنه وبلد، حيث كان له العديد من المواقف الهامة فى الشعر والسياسة وكان مدافعاً عن حقوق البشر فاستطاع من خلال شعره أن يسلط الضوء على منطقة غامضة وهامة فى مصر وهى القرية المصرية بطقوسها وأهلها.

وأضاف الكفرواى، أن أهم ما انشغل به الراحل فى حياته هو جدلية الحياة والموت، ويعود ذلك لموت أبويه وهو صغير، وشكلت هذه الجدلية جزءاً حساساً من شعره وذاكرته.

التجربة المختلفة والمتحولة هى أهم ما ميز الراحل، هذا ما أكده الشاعر شعبان يوسف، قائلا أن صالح واحدا من البارزين فى جيل السبعينات، وذلك لاختلاف تجربته إلى حد ما عن تجربة باقى جيله، فكان شاعراً شديد الحماسة، وهو ما ظهر فى ديوانه "وطن الجمر"، الذى مثل فيه امتداداً طبيعياً لجيل الستينات، وكانت النقلة فى حياته بعد أن سافر إلى السعودية وعاد بعد غياب طويل بديوان "سيد الفراشات" الذى كان بمثابة مفاجأة للجميع، حيث تجاوز به نفسه أولاً ثم جيل السبعينات ذاته، ملتحماً بهذا الديوان مع جيل التسعينات الجديد، ومزج هذا الالتحام بخبرته المطعمة بالحس السياسى والفنى.

أضاف شعبان، أن حياة الراحل الخاصة كانت هادئة بعيدة عن الصخب والضوضاء والظهور الإعلامى، فلم يدخل فى معارك مع أحد، والدليل رفضه تناول خبر مرضه فى الجرائد، لأنه رأى أن علاج المثقفين أصبح نوعاً من التسول من الدولة وكانت نفسه عزيزة ولم يقبل ذلك فمات بعد 6 أشهر من مرض لم يعلم عنه شيئاً سوى المقربين من أصدقائه.

وقال عنه الشاعر إبراهيم داوود، أنه من المجددين فى الشعر والمحافظين على قيمة الابتكار فيه، وبرغم انتمائه للجيل الوسط بين الستينات والسبعينات، إلا أنه انحاز لكتابة قصيدة النثر بشجاعة يحسد عليها وأبدع فيها حتى صار من أهم أصواتها المتميزين فى مصر والعالم العربى، وأضاف داوود برغم رحيله الهادئ، إلا أنه أحدث دوياً شعرياً بتأن وصبر وتركيز قلما نجده في الكثير من التجارب.

الكاتب أحمد الخميسى، قال إن صالح من أنبل ما قدمت الساحة الأدبية والحركة الثقافية المصرية، فكان منعزلاً لا يسعى للشهرة، زاهداً فى هذه الشهرة والصخب، واحترمه كل الأدباء بالرغم من أن النقد لم يعطيه حقه كشاعر مميز، كما أنه كان لديه الكثير ليعطيه ويستكمل به تجربته الناضجة والمميزة.

فقدت مصر برحيله أحد أركان قصيدة النثر هكذا وصفه الشاعر فارس خضر، مضيفاً أن صالح كان ثقلا للحياة الثقافية المصرية.

كما كان الراحل على قدر كبير من التعفف لا يظهر إعلامياً بشكل جيد، كما أنه لم يسعَ لترويج تجربته بالرغم من سبق هذه التجربة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة