>> القادة الجزائريون لايعرفون حسن الجوار.. اغتالوا رئيسهم بوضياف فى المغرب وسلحوا الانفصاليين فى الصحراء ويصدرون الإرهاب لتونس
لا تعترف الجزائر بمبدأ حسن الجوار، فلا يكاد يمر عام إلا وتدخل فى أزمة مع جيرانها العرب، فالتعنت هو السمة الأساسية للسياسة الجزائرية تجاه جيرانهم، لدرجة أن نزاعها مع المغرب حول قضية الصحراء أدى إلى تعطل أنشطة الاتحاد المغاربى.
الغريب أن الجزائر تخصصت فى صنع العداء مع جيرانها العرب على حساب علاقاتها القوية مع فرنسا التى احتلتها لأكثر من 130 عامًا، وأصبحت فرنسا بالنسة للجزائر الرافد الأساسى لثقافتها.
الأزمات الجزائرية مع جيرانها عديدة، رصد بعضها مصدر دبلوماسى سبق أن عمل فى الجزائر والمغرب وليبيا، قال «إن الجزائر كثيرا ما تثير المشاكل بين جيرانها من الدول العربية، خاصة المغرب حيث كانت مشكلة الصحراء الغربية وانفصالها عن المغرب من أهم المشاكل التى لعبت فيها الجزائر دورا خفيا منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى وحتى نهاية التسعينيات، فكان للجزائر دور كبير فى دعم جبهة (البولساريو) التى نادت كثيرا بالانفصال عن المغرب، بل وطالبت الأمم المتحدة بالاعتراف بهم، وكل هذا يتم بمساندة الجزائر لهم، ولم تكتف الجزائر بهذا، بل استضافت قيادات من البولساريو فى منطقة صحراوية بجنوب غرب الجزائر فى التسعينيات من أجل المطالبة بحق تقرير المصير، وقدموا لهم المساعدات لكى يعترف الاتحاد الأفريقى بهم.
الخلاف الجزائرى - المغربى عبر عنه الطيب الفاسى الفهرى وزير خارجية المغرب بقوله «إنه مع الأسف، لم تعرف العلاقات المغربية الجزائرية، حتى الآن، أى تقدم والمغرب يتأسف لهذا الوضع نظرا لما يتطلع إليه الشعبان المغربى والجزائرى بشأن العمل المشترك، ومدى أهمية هذا العمل المشترك»، مضيفا «لم نتوصل حتى الآن لأية إشارة من الأشقاء فى الجزائر للانخراط فى عملية التطبيع أو عملية الاتصال أو فى عمليات ثنائية محضة، أو أية إشارة بالنسبة لفتح الحدود البرية بين البلدين، بل بالعكس، فإنهم فضلوا اللجوء إلى المناورات ونهج خطط سلبية تحول دون المضى قدما لإيجاد حل نهائى للنزاع المفتعل».
الحدود المغربية الجزائرية كانت شاهدة على التعنت الجزائرى، حيث شهدت توترات خلال السنوات الأخيرة الماضية على خلفية أنباء عن حشود وتحركات عسكرية على حدود القطرين، وتعتبر الصحراء الغربية ساحة الصراع الإقليمى والعصب الحساس للخلاف بين رأسى المغرب العربى الكبيرين، والصحراء منطقة غنية بالفوسفات، سكانها 300 ألف نسمة، وتعتبرها المغرب جزءًا تاريخيًا منها، أما الجزائر فقد جعلت من استقلالها المحور الناظم لسياستها الخارجية وتحالفاتها.
ومن أشهر العمليات الإرهابية التى حدثت فى المغرب وتورطت فيها الجزائر كانت عام 1994 وبسببها أغلقت المغرب حدودها مع الجزائر وقطعت العلاقات الدبلوماسية والسياسية معها، ومن أهم المشكلات التى أججت الوضع بين البلدين قيام مجموعات جزائرية باغتيال الرئيس الجزائرى السابق محمد بوضياف أثناء استضافة المغرب له.
الجزائر تعانى أيضا من الخلافات مع جارتها تونس من خلال الحدود المشتركة بينهما، فتُتهم الجزائر بتصدير الجماعات الإرهابية لجارتها عبر الحدود، حيث إن التطرف الإسلامى الجزائرى لديه تعاون وثيق مع نظيره فى تونس، لكن حكمة تونس الدبلوماسية تجعل من هذه الأزمة أقل الخلافات حدة. أما عن العلاقات الجزائرية الليبية فإن هناك خلافًا كبيرًا قد نشب فى السنوات ما بين 1986 و1988 فى بداية تكوين اتحاد دول المغرب العربى، حيث أثارت الجزائر العديد من الخلافات فى كيفية تنظيم الاتحاد والشكل القانونى له ورئاسته، ويصف كاتب جزائرى رفض الإفصاح عن اسمه العلاقات الجزائرية الليبية بأنها «على حسب الكيف»، والكيف هنا مقصود به الرئيسان الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة والليبى معمر القذافى، مدللاً على ذلك بمرور العلاقة بين الدولتين بمنعطفات عديدة، منها على سبيل المثال ما حدث فى عام 2007 عندما شهدت الجزائر توترا جديدا فى علاقاتها مع ليبيا على خلفية هجوم جريدة الشروق الجزائرية على الرئيس الليبى معمر القذافى واتهامه لها بالقذف والتشهير وحكم القضاء الجزائرى حُـكما قاسيا بالسجن على مدير الصحيفة وقتها، على فُضيل والصحفية نائلة بالرحال.
معمر القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة