هو يعانى بلا أدنى شك، معاناة فى صمت بلا أدنى شك أيضاً، ولكن لأنه يعلم جيداً مثل أغلب المصريين بأنه لن يصلح الكون فى القطارات، فقد أقنع نفسه بأنه فى مهمة علمية تستأهل المعاناة، لذا فهو من أجل غايته فى استكمال تعليمه يذهب على السيد (17 عاماً) طالب السنة الثالثة من الثانية الفندقية بمدارس الأورمان يومياً من بلده بكفر الزيات محافظة الغربية إلى مدرسته بمنطقة بهتيم محافظة القليوبية، يركب من محطة طنطا القطار القادم من المنصورة إلى محطة مصر، وهناك يستقل مترو الأنفاق ليصل به إلى محطة شبرا الخيمة، ومنها يركب ميكروباص يذهب إلى بهتيم!.
وعن رحلته اليومية والتى يسميها بالمغامرة العلمية يقول على: «أهم ما فى هذه المغامرة العلمية هو ارتيادى القطار يوميا لا لشىء إلا لأننى أجد فى كل يوم «مفاجأة»، فأنا أستيقظ فى الرابعة فجرا لكى أستطيع الوصول إلى محطة طنطا لركوب قطارى الذى من المفترض أن يأتى فى تمام الساعة السابعة إلا عشر دقائق، وبالطبع فإن هذا لا يحدث أبداً، وهذا التأخير سمة القطارات سواء فى الذهاب أو العودة، فعند عودتى من المدرسة فى أحد أيام الأسبوع السابق انتظرت القطار فى محطة مصر من الساعة 3.30 وحتى 5.30 مساء لعدم وجود جرار!».
ويكمل على حديثه، يقول: «التأخير ليس السمة الوحيدة للقطارات فهناك أيضا الازدحام الشديد والذى ينتج فى أغلب الأحيان نتيجة تعطل بعض عربات القطار وليس نتيجة للتكدس كما يردد البعض، فالقطار لا يوجد به سوى ثمان عربات عوضا عن العدد الأصلى وهو عشر عربات».
ويستمر على فى تعداد سمات القطارات قائلاً: «هناك أيضا الحالة المتردية لكراسى القطار فحالة الواقف فى القطار أحسن بكثير من حالة الجالس على شبه كرسى وهو فى الواقع لايتعدى قطعة حديد، فضلا عن النوافذ المفتوحة بدون شبابيك ونحن على أبواب فصل الشتاء والبرودة تكون شديدة فى القطار خصوصا فى الصباح الباكر بالإضافة إلى الإزعاج الشديد الذى يسببه الباعة الجائلون».
وهكذا يمضى «على» رحلته اليومية فى قطار المفاجآت كما يسميه، والتى يعنى انتهاءها أن يلقى بنفسه فى الفراش لينام جيداً حتى يستطيع أن يبدأ يوما جديدا ورحلة مفاجآت جديدة.
يبدى «على» تخوفه بعد الحادث الأخير لقطار العياط، ولكنه يعود ليقول: «أشعر بطمأنينة لأننى إذا مت فسأموت شهيداً فى سبيل العلم».
لمعلوماتك...
>> 2 مليون هو عدد طلبة الجامعات والمعاهد فى مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة