محمد حمدى

مكة وفيها جبال النور

الخميس، 26 نوفمبر 2009 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1971 سافر والدى للعمل فى السعودية وعاد بعد عام ومعه جهاز كاسيت، وشغل عليه أغنية القلب ياعشق كل جميل بصوت كوكب الشرق أم كلثوم.. ولسنوات عديدة كنت أنشد:
دعانى لبيته لحد باب بيته وأما تجلالى وأما تجلالى وأما تجلالى
بالدمع ناجيته بالدمع ناجيته
مكة وفيها جبال النور طاله على البيت المعمور
دخلنا باب السلام غمر قلوبنا السلام
بعفور رب غفور بعفو رب غفور

ورغم حبى الشديد لهذه الأغنية لم أدرك معانيها الحقيقة إلا فى عام 1991 حينما قدر لى الله سبحانه وتعالى الوقوف أمام باب بيته.. ومهما حكيت عن مشاعرى لن أستطيع، لكن الاقتراب من مكة المكرمة ليلا حيث النور يشع من الحرم الشريف ليضئ أم القرى، هز وجدانى ولا يزال.. وفى هذه اللحظة وأنا على أبواب هذا البلد الحرام تذكرت صوت أم كلثوم وهى تشدو: مكة وفيها جبال النور طاله على البيت المعمور.

الحج تجربة إنسانية وإيمانية نادرة.. لا يشعر بها إلا من قام بها، ورغم مرور 18 عاما على أداء فريضة الحج، لذلت أتذكر تفاصيلها لحظة بلحظة.. وربما لن أنساها ما حييت.

اليوم سيقف الحجيج على عرفة.. والحج عرفة.. أى أنه أحد الأركان الأساسية والتى بدونها لا يقوم الحج.. فى عام 1991 كان الحج فى عز الصيف ودرجات الحرارة فى أقصى ارتفاعاتها.. وووضعت المملكة العربية السعودية عربات مليئة بأكياس الثلج فى كل مكان، أتذكر أننا كنا نضع أكياس الثلج على رؤوسنا فتتحول بعدها بدقائق إلى مياه ساخنة.. لكن المشقة لم تنل من الروح الإيمانية التى ترافق الحجيج طوال المشاعر.

اليوم عرفة.. وفى نهايته ينفر الحجيج إلى مزدلفة حيث يبيتون ليلتهم.. وغدا يرمون أولى الجمرات.. ويحلقون ويقصرون ويفرحون بنهاية المناسك تقبل الله منهم جميعا..وبينما لا يصلى الحجيج صلاة العيد نصليها نحن، وندعو الله أن ينعم على أمتنا العربية والإسلامية بالحب والسلام والعقل الذى ضاع منا.

عيد سعيد.. عيدكم مبارك.. لكل مسلم ومسل
مة .. ممن زاروا البيت الحرام ولبوا دعوة الخالق الأعظم:
دعانى لبيته لحد باب بيته وأما تجلالى وأما تجلالى وأما تجلالى
بالدمع ناجيته بالدمع ناجيته
أما من يحلمون بهذه الزيارة فندعو لهم جميعا أن ينالوها:
مكة وفيها جبال النور طاله على البيت المعمور
دخلنا باب السلام غمر قلوبنا السلام
بعفو رب غفور بعفو رب غفور









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة