ألقت صحيفة "لوفيجارو" اليوم، الخميس، الضوء على الانقسام الذى يواجهه النواب الفرنسيون الأعضاء فى اللجنة البرلمانية المشكلة لدراسة ظاهرة انتشار النقاب فى فرنسا، لمعرفة إذا كان هناك حاجة إلى إصدار قانون بحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة فى فرنسا.
كما أشارت الصحيفة إلى أن اللجنة البرلمانية التى ستقدم تقريرها فى يناير المقبل ستستمع إلى رأى طارق رمضان "حفيد حسن البنا" يوم 2 ديسمبر المقبل.
وقالت الصحيفة إن النواب الأعضاء فى اللجنة يواجهون انقساما متزايدا حول سن تشريع لحظر ارتداء النقاب فى فرنسا. حيث يقول النائب الشيوعى أندريه جيران، رئيس هذه اللجنة، والذى يبدو واضحا تأييده لسن هذا القانون، إن "هذا القانون إذا تم إقراره سيهدف لحماية النساء ضد هذا الأيديولوجية الهمجية"، مضيفا أن أى تدابير تشريعية "يجب أن تكون مقبولة من قبل قادة الدين الإسلامى، الذين يدعون إلى إسلام معتدل".
وأضافت الصحيفة أن عددا كبيرا من النواب يؤيدون إصدار قانون يحظر ارتداء النقاب حتى "لا تنتشر هذه الظاهرة فى فرنسا"، كما يذهب النائب تييرى ماريانى. وفى الوقت ذاته يؤكد نائب آخر وهو جون كريستوف لاجارد أن "النقاب لا يمت بصلة للعلمانية ولا للإسلام. وإنما هو تقليد أفغانى يهين كرامة المرأة".
وأشارت إلى وجود نواب من حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" يعربون على الجانب الآخر عن حيرتهم إزاء الحاجة إلى ضرورة سن تشريع لمنع ارتداء النقاب فى فرنسا. إذ يعتقد على سبيل المثال النائب مارك لافينور أنه "إذا تم سن تشريع سيشكل ذلك سببا لإثارة الاستفزازات، ومن ثم فنحن نخاطر من أجل ظاهرة ليست منتشرة فى الأساس".
فى حين اقترح النائب باتريك أولييه دراج النقاب فقط فى القانون الخاص بحظر ارتداء الحجاب فى المدارس الفرنسية". بينما يعترف النائب هيرفيه ماريتون أنه "لا يعرف" ما إذا كان هناك ضرورة لإصدار تشريع بهذا الشأن أم لا. ويعتقد النائب فرونسوا جولار أن "حظر ارتداء النقاب سيأتى بنتائج عكسية".
وفى داخل الحكومة، تقترح نادين مورانو، وزيرة الدولة لشئون الأسرة، "التصرف عن طريق التشريع أو التنظيم"، مؤكدة أن النقاب "الذى يمثل سجنا من القماش للنساء ليس مسألة عبادة وإنما مسألة ثقافية". وعلى العكس من ذلك، يدعو وزير الدفاع الفرنسى هيرفيه موران إلى ضرورة "تبنى حوار طويل أولا، لا يؤدى إلى تهميش الجالية الإسلامية".
ونوهت الصحيفة، إلى أن قضية الحجاب فى فرنسا قد طفت من جديد على السطح مؤخرا بعد ما حدث يوم 12 نوفمبر عندما ظهرت فتاة ترتدى الحجاب فى الأماكن المخصصة لتواجد الجمهور فى البرلمان الفرنسى.
وذكرت الصحيفة، أن اللجنة البرلمانية المشكلة لدراسة ظاهرة ارتداء النقاب ستلتقى يوم 2 ديسمبر بطارق رمضان، الداعية الإسلامى المثير للجدل، على حد وصف الصحيفة، للاستماع إلى رأيه فى هذه القضية، فى إطار جلسات الاستماع التى تجريها اللجنة مع شخصيات إسلامية بهذا الصدد.
لوفيجارو: البرلمان الفرنسى يستمع لشهادة حفيد البنا عن النقاب
الخميس، 26 نوفمبر 2009 08:19 م