هانى صلاح الدين

عرفات ووحدة الأمة

الخميس، 26 نوفمبر 2009 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدر الله منذ الأزل أن نجاة أمتنا فى وحدتها، وأن هوانها وعذابها فى تشرذمها وفرقتها، لذا جاءت نصوص القرآن محذرة من الفرقة وآمرة بالوحدة فيقول ربنا عز وجل، "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون ""آل عمران: 103"، ويقول ربنا "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " "الأنفال: 46"، وقال: "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ" "آل عمران: 105"، وقال: "وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ""الروم: 31-32".

إنها أوامر ربانية تؤكد على وحدة الأمة وتجمعها على قلب رجل واحد، وجاءت التشريعات الإسلامية لتؤكد على وحدة أمتنا أيضا، فنجد الكل ملتزماً بتوقيت صلوات محددة، ثم حج يجمع الأمة من أشتات الأرض سنويا فى مكان واحد، ثم يوم واحد يتجمع فيه الحجيج على جبل عرفات. إنها دورات تدريبية ربانية للأمة من أجل تنمية الحس الجماعى لديها، وتدعيم روح الوحدة فى النفوس.

فكلما اعتصمت الأمة بحبل ربها وتوحدت صفوفها نجدها فى أعلى عليين، وخير شاهد على ذلك تاريخنا، فعندما تجمعت الأمة كتب لها النصر على أعدائها كما حدث فى حطين وعين جالوت و6 أكتوبر، وعندما تفرقت ذاقت الويلات على يد الصليبيين والتتار والصهاينة.

كما أن وقفة عرفات تعد درسا حيا للأمة، فلا يكفى أن يكون تجمع الأمة هدفا فى حد ذاته، لكنه وسيلة لتكون كلمة الله هى العليا، ويتفق الجميع على العمل الجاد لعودة الأمة لمجدها، ولا يفرقها تفاهات كما حدث بين مصر والجزائر.

إن مشهد الحجيج اليوم على عرفات يفجر فينا معانى سامية، فالكل يهتف بكلمات واحدة بالرغم من اختلاف اللغات والأجناس، كما أن الكل يتحرك ككتلة واحدة، فالمشهد يذيب كل الاختلافات، ويجعلنا نتمسك بوحدتنا، ونصمم على هيكلة أمتنا من جديد، ونتبنى مشروعا نهضويا يرد علينا دورنا الريادى فى العالم الذى غرق فى المادية المفرطة التى أطاحت بكل القيم الإنسانية.. فهل نعى الدرس ونبدأ التحرك لإنقاذ أمتنا؟.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة