صدر عن دار الكلمة للنشر والتوزيع والترجمة، كتاب عن الفيلسوف الدانماركى "كيركجارد" من ترجمة "مجاهد عبد المنعم مجاهد"، ويقع الكتاب فى 160 صفحة، وتناول فيه المؤلف "فريتيوف برانت" مولده وأسرته وحياته.
"سورين كيركجارد" ينسب إلى مدرسة الفلسفة الوجودية المؤمنة فى كوبنهاجن عاصمة الدانمارك، وهو الطفل السابع لأسرة برجوازية ميسورة الحال، اشتهر عنه أنه محاور بارع، خفيف الظل له قريحة متوقدة، وكان يعانى من اكتئاب عميق. بدء فى الكتابة الفلسفية تحت أسماء مستعارة ذات طابع رمزى كعادة العصر، وكانت معظم كتاباته تمردًا على النزعة الهيجلية السائدة فى زمانه. وفى هذه الكتابات العديدة طور الكثير من الأفكار التى ارتبطت فيما بعد بالفلسفة الوجودية من منظور مؤمن، وهذا لتفريقها عن الوجودية الملحدة عند سارتر على سبيل المثال.
تظهر أعماله العديدة اهتمامًا شديدًا بالدين وأيضًا تعتبر من أسس مدارس العلاج النفسى الحديثة وخاصة مدرسة رولو ماى فى أمريكا عالم النفس والمعالج النفسى الكبير والذى تأثر بكيركجارد كثيرًا. كان موت والده عام 1838م، علامة فارقة فى حياته، إذ اعتبر كيركجارد أنها إشارة إلهية له كى يتخلص من إحساسه القهرى بالارتباط المرضى بوالده ومن ثم انخرط فى الحياة بقوة، وسرعان ما انتهى من دراسته فى جامعة كوبنهاجن وقدم أطروحته التى صارت كتابه الشهير "مفهوم المفارقة".
كرس كيركجارد حياته ووقته وجهده لهدف وحيد هو تأسيس المسيحية كديانة على أسس إنسانية بالمعنى الفلسفى، أو بعبارة أخرى وضع الأساس الإنسانى للمسيحية، ولذا يراه بعض الباحثين كمفكر انثروبولوجى وقد قدم هذه الرؤية عبر مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى كتب فيها العديد من الكتب تحت اسم مستعار من بينها خطوات على طريق الحياة وفى معظمها كانت أعمالاً فلسفية وأدبية ونفسية، المرحلة الثانية كتب فيها عدة كتب مخصصة لفهم الدين ومن بينها كتاب أعمال الحب وكتبها باسمه الحقيقى، المرحلة الثالثة كتب فيها مناضلا ضد سلطة الكنيسة الواقعية ومن بينها كتابه مدرسة المسيحية.