اليوم السابع التقى بركاب قطار العيد فى محطة مصر، والذين اختلطت لديهم مشاعر الفرحة بالعودة إلى الأهل وإقامة الذبائح والولائم بينهم بمشاعر الإرهاق الناجم عن التكدس على رصيف المحطة والتدافع الكبير بسبب سوء الإدارة، وعدم التنظيم. ووقف المئات من أهالى النوبة من النساء والأطفال والرجال والشيوخ على الرصيف، محملين بالحقائب والصناديق والأكياس استعداداً للمناسبة التى ينتظرونها مرة واحدة فى السنة.
وتجاوزت سعادة أهالى النوبة سوء النظافة والتهوية داخل القطارات رغم برودة الجو، واضطرار الركاب لإغلاق النوافذ، وعدم وجود منافذ أخرى للتهوية برغم الأوبئة التى تتهدد المصريين هذه الأيام. بالإضافة إلى ضعف الإضاءة فى العربات التى سيقضون فيها نحو اثنتى عشرة ساعة حتى الوصول من القاهرة إلى أسوان، ومنها إلى قراهم فى نصر النوبة، خاصة وأنهم يعلمون أن تلك الأوضاع هى نفسها الموجودة فى قطارات إخوانهم المتجهين إلى الوجه القبلى والبحرى.
طول الطريق ومعاناة السفر لم يفكر بها النوبيون فور سماعهم النداءات المتكررة لمنادى المحطة، قائلاً: "قطار النوبة المخصوص لاحتفال إخواننا النوبيين بالعيد"، فالفرحة التى طغت على قلوبهم مع اقتراب لقائهم بالأهل أنستهم كل لحظات التعب، والألم، متمنين أن تصحبهم السلامة فى الذهاب والعودة بعد أسبوع، حيث ينتظرون زيارة أهلهم من النوبة فى عيد الفطر، فكما قال أحدهم "عيد اللحمة عندهم، وعيد الكحك عندنا" وكل عام وأنتم بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة