حسن صقر اعترف بالتقصير فى الاستعداد للمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر، وشهد شاهد من أهلها، بل هو اعتراف متهم دون محاكمة ودون إكراه، ولكنه لن يضار بشهادته، صفر المونديال، ليس ببعيد فأين المسئولون عن ملف الصفر؟ ما زالوا قيادات يعبرون عن الفكر الجديد ويرسمون الخطط الوهمية، نحن فى دولة لا تعمل بمبدأ الثواب والعقاب وسيظل القصور فى كافة المجالات ويستمر الانهيار فى ظل سوء التخطيط والاختيار، بشائر الهزيمة ظهرت فى القاهرة عندما اختلس بعض موظفى اتحاد الكرة عدد من التذاكر وباعوها فى السوق السوداء دون مراعاة لأى اعتبارات، فى صورة مصغرة للفساد الذى طغى فى البلاد.
أسطوانة الأم والشقيقة الكبرى انشرخت فالكبير كبير بأفعاله وانتصاراته المستمرة وليس بأمجاد الماضى، البطل يظل بطلا طالما أنه يقف على منصة التتويج، والريادة تعنى الوقوف دائما فى الصفوف الأولى أما الشحن المعنوى والتغنى بالوطنية ورفع العلم بأياد مرتعشة لن يؤتى الثمار، الحلم ضاع فى لحظات بسبب التقصير واستيقظنا على كابوس مزعج، فشل المنتخب فى التأهل للمونديال كما فشل فاروق حسنى فى المنصب الدولى، وبدت مصر بلا موقع على الخريطة العربية والعالمية.
فرحنا بانتصار القاهرة واعتقدنا أن النصر فى جيوبنا، بل واحتفلنا به قبل الجولة الفاصلة ذهبنا إلى الخرطوم يوم المباراة، وكأننا فى نزهة، بينما وصلوا قبلنا بأيام ورتبوا أوراقهم واستعدوا لكافة الاحتمالات وكأنهم فى موقعة حربية فكان النصر حليفهم، اعتمدنا فقط على التاريخ والحظ والروح المعنوية فكانت الهزيمة وانهيار حلم الـ 80 مليون مصرى.. وعدنا نبكى ونولول على ما حدث وجاء تكريم الرئيس ليعلن إغلاق ملف الفشل، وهروب المسئولين من العقاب وقيدت القضية ضد مجهول.
كنت واحدا ممن سافروا لتشجيع المنتخب فى السودان، حملنا الأعلام وهتفنا حتى ضاعت أصواتنا، القصيدة كلها كانت كفرا من بدايتها لنهايتها، موعد طائرة الإعلاميين والفنانين فى السابعة والنصف صباحا، لكنها أقلعت فى الثانية عشرة والنصف ظهرا، ووصلنا لإستاد المباراة فى الخامسة بعد العصر وفشل الأغلبية فى دخول الإستاد، ودخل البعض بقوة الدفع الذاتى بعد أن تخلى عنا مندوب وزارة الإعلام، وبعد المباراة عدنا إلى المطار بأعجوبة، وركبنا الطائرة فى الثانية عشرة مساء بعد وصلة تعذيب أمام المطار، واحتجزونا بداخلها لأكثر من 7 ساعات وأقلعت فى السابعة والنصف صباحا.
فقدنا عافيتنا وطاقتنا قبل المباراة وأهدرت كرامتنا بعدها، أين الأمن المصرى الذى ابتدع البلطجة فى الانتخابات؟ أجهزة الدولة قصرت والمنتخب قصر وأخفق، ووزارة الإعلام فشلت فى تنظيم رحلة من أجل مصر، والجزائر خططت وهزمتنا وكسرت أنفنا، إن كارثة الخرطوم ما هى إلا نتيجة طبيعية لما وصل إليه الحال فى مصر من فساد وإهمال ولامبالاة.. مطلوب وقفة لإعادة ترتيب البيت من الداخل وأعتقد أننا قادرون على تخطى كل المحن لو أخلصنا لهذا الوطن، والشعب أثبت أنه يتحد خلف علم بلاده فى الوقت المناسب فتحية للمصريين الذين غنوا على الربابة أحلى غنوة أمل.