آن أوان عودة الأحزاب اللى بجد وإغلاق الدكاكين الحزبية ومنع العجرودى والأقصرى وورثة الصباحى ورفاقهم من الكلام فى السياسة

ممكن الكبار يتكلموا شوية فى البلد دى.. لوسمحتم!

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009 03:04 م
ممكن الكبار يتكلموا شوية فى البلد دى.. لوسمحتم! ناجى الشهابى
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعلوم بالضرورة لدى أجناس البشر المختلفة أنه حينما يتكلم الكبار فعلى الصغار أن يصمتوا أو يعودوا إلى جحورهم منعا للدوشة وتضييع الوقت، ولكن يبدو أن الأمر فى مصر مختلف قليلا خاصة على الساحة الحزبية، التى هدأت ونامت وارتبكت بعد أن اعتادت الأحزاب الصغيرة على الكلام فى الفاضى والمليان بحثا عن أى شو إعلامى، فمن بين أحزاب مصر الأربعة والعشرين توجد أربعة أحزاب فقط يمكن أن تجد فى الشارع من يعرف اسمها ورئيسها، أما أحزاب مصر الباقية فهى عبارة عن دكاكين صغيرة لا تهش ولا تنش، ولا يعرف الشارع لها اسما ولا وزنا، ونجح أصحاب تراخيص هذه الدكاكين فى تسفيه كل ما هو حزبى من خلال خناقاتهم العائلية على كراسى الحزب، واقتراحاتهم الفكاهية وبرامجهم المتناقضة والمضحكة، ساحبين بأدائهم الهزيل هذا ما تبقى من ثقة جماهيرية فى الأحزاب المصرية، فى الوقت الذى تملك فيه بعض الأحزاب الكبيرة العديد من المقومات التى تحتاج فقط إلى تكاتف ودعم شعبى لتجعلها قادرة على منافسة الحزب الوطنى وهزيمته.

وسط حالة التفاهة هذه التى فرضتها الأحزاب الصغيرة والاقتراحات المنطقية التى نسمعها مع كل انتخابات رئاسية وبرلمانية غابت الأحزاب الكبرى واستسلمت للوضع الراهن، فخسرت حياتنا السياسية أحزابا مثل الوفد والتجمع تملك من التاريخ ومن الأفكار ومن الكوادر ما يجعلها قادرة على مزاحمة الحزب الوطنى بقوة، وتعويضنا عما نشهده من عبث الحركات السياسية المفتكسة والمفتعلة، ولكن للأسف غابت كل هذه الفرص وسط فوضى تصرفات الحاج أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة الله يرحمه، والدكتور شلتوت رئيس حزب التكافل، والعجرودى، والشهابى، والأقصرى، وغيرهم من الذين أفسدوا على مصر حياتها الحزبية والسياسية.

ولكن يبدو أن الوقت قد حان لأن تعود الصورة إلى شكلها الطبيعى خاصة مع تلك الفترة العصيبة التى تستعد مصر للتعايش معها فى العامين القادمين وما بهما من انتخابات برلمانية ورئاسية، فالساحة الآن لن ترضى إلا بوجود الكبار، وما على الكبار إلا أن يقفوا وينفضوا عن تاريخهم السياسى الغبار وينزلوا إلى الساحة ليمحوا أولا تلك الذكريات السيئة التى سطرتها الأحزاب الصغيرة فى أذهان الناس، ثم يعودوا من جديد للشارع من أجل منافسة الحزب الوطنى المنفرد بالساحة، لأن مصر لن تتحرك إلى الأمام بعودة عسكرى الدرك أو الطربوش الأحمر اللذين نادى بهما الصباحى- رحمه الله- رئيس حزب الأمة أو العجرودى رئيس حزب الوفاق القومى الذى قال إنه سيحل مشكلة البطالة بسنارة الصيد، أو بتوزيع 100جنيه على كل مواطن كما أراد أسامة شلتوت رئس حزب التكافل، أو بقية الأفكار الغريبة التى طرحها رؤساء الأحزاب الصغيرة أثناء الانتخابات الرئاسية الماضية، وتحولت إلى نكت يتداولها المصريون فى الشوارع، مثلما حولت ترشيحاتهم لرئاسة الجمهورية الأمر إلى نكتة بايخة بعد طرح أسماء بعيدة تماما عن الواقع مثل الدكتور زويل والدكتور محمد البرادعى، وهى أسماء فى حقيقة الأمر بدأ ترشيحها على مواقع الإنترنت والفيس بوك كنوع من التسالى الشبابى، ولكن حالة الفراغ التى تعيشها تلك الأحزاب دفعتها للجرى خلف هذه النكت التى أكدت أن البرامج السياسية التى يطرحها أكثر من 18 حزبا لا تكفل إقامة قرية كريمة ولا حتى إعاشة شارع، فما بالك ونحن نتحدث عن ضرورة وجود بديل يمكنه منافسة الحزب الوطنى وأن يحل محله ويقود دفة البلد إلى حيث نأمل ونريد.

هذه الصورة الهزيلة والمضحكة التى صنعتها الأحزاب الصغيرة تستدعى أن تتمتع النخبة المثقفة والإعلامية فى هذه البلد بالمزيد من الشجاعة والقوة التى تساعدها على دعم الأحزاب الكبرى للعودة مرة أخرى، وإزالة تلك القشور الحزبية عن طريق الأحزاب المحترمة التى نعلم يقينا أن لديها البرامج ولديها الرؤى والكوادر التى تؤهلها لقيادة هذا البلد إلى الأفضل بدلا من الحزب الوطنى، أو على الأقل تشارك بشكل فعال فى إعادة صياغة المستقبل السياسى لمصر بدلا من تلك الانفرادية التى نعانى منها بسبب سيطرة الحزب الوطنى على الأمور منذ زمن طويل، وإذا كنا نرى فى هذا الملف أن حزب الوفد هو الأقرب إلى ساحة المنافسة لما يملكه من استقرار نسبى مقارنة بحال الأحزاب الأخرى، ومن تاريخ عريق يضمن له تواجدا معقولا فى الشارع المصرى، فمن حق الآخرين أن يختاروا من الأحزاب ما يشاءون بشرط أن يخرجوا تلك الدكاكاين الحزبية من الحسبة السياسية تماما، لأن البلد اللى بتلعب مع العيال لا تخلو أبدا من الأزمات والانتكاسات!

لمعلوماتك..
24 عدد الأحزاب المصرية وهو عدد فى الليمون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة