لوتون:حظر المآذن لن يعزز اندماج مسلمى سويسرا

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009 12:55 م
لوتون:حظر المآذن لن يعزز اندماج مسلمى سويسرا حملة حظر المآذن لن تعزز اندماج مسلمى سويسرا
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يزال الجدل حول مبادرة حظر بناء المآذن فى سويسرا، التى يبدأ التصويت فى غضون أيام قليلة (29 نوفمبر)، يتصدر عناوين الصحف السويسرية. وفى هذا السياق، نشرت صحيفة "لوتون" تقريرا عن الجالية الإسلامية فى هذه الدولة، ذهبت فيه إلى أن التصويت على المآذن قد سلط الضوء على مسلمى سويسرا، الذين لن يتأتى لهم الاندماج داخل المجتمع السويسرى إذا تم التصويت ضد بناء المآذن.

تقول الصحيفة إن تعداد مسلمى سويسرا قد وصل اليوم إلى ما يقرب من 400 ألف شخص، من بينهم فقط عدد قليل (غالبا الأكثر تدينا منهم والمتحدثين باللغة العربية) هم من نادوا بمطالب قد تكون سببت إزعاجا للعديد من السويسريين، مثل منع الاختلاط خلال حصص التربية البدنية أو السباحة، وارتداء الحجاب بالنسبة للفتيات، وتخصيص أماكن لدفن المسلمين فى مقابر منفصلة.

وتضيف الصحيفة أن كل من تابع الجدل الذى أثارته مبادرة حظر المآذن يعرف الآن أن المسلمين فى سويسرا الذين يأتون من العالم العربى هم أقلية لا تتعدى 6%، من بينهم ما يتراوح بين 10 و15٪ فقط هم الملتزمون بممارسة التعاليم الدينية، على الأقل جزئيا. كما أن 8 من كل 10 مسلما يأتون من البوسنة وكوسوفو ومقدونيا وتركيا، ومعظمهم هم من الشباب. فوفقا للإحصاءات، واحد من كل اثنين من المسلمين لم يكن يتجاوز 25 عاما فى عام 2000.

وباستثناء عدد قليل من القادة المسلمين، فإن مسلمى سويسرا يتميزون بالتكتم فيما يخص علاقتهم بالإيمان. وعلى عكس ما قد توحى به خطب المسئولين الذين هم على استعداد للتحدث باسم المسلمين عموما، فإن ممارسات المسلمين الدينية فى سويسرا هى مسألة شخصية فى المقام الأول.

وفى السياق نفسه، يقول ستيقان لاتيون، الباحث فى جامعتى لوزان وفريبورج والعضو فى فريق البحث حول الإسلام فى سويسرا، أن الأمر يعد بالنسبة للمسلمين، الذين يأتون غالبا من بلدان تضع فيها الدولة أطر الدين، سواء كانت الدولة علمانية أو على عكس دينية، فرصة لاتخاذ نهج أكثر فردية، خاصة الشباب منهم الذى يبحث عن سبيل شخصى له فى الدين من خلال العودة إلى المصادر أو تصفح الإنترنت. وهنا تكتشف أقلية صغيرة منهم هويتها فى المعارك السياسية كما فى الشيشان وأفغانستان وفى العراق.

إلا أن هذا التسييس، كما يضيف لاتيون، آخذ فى الانخفاض. فالحركة السلفية، على سبيل المثال، لم تعد تجذب سوى أقلية صغيرة من المسلمين.

ثم تطرح الصحيفة تساؤلا: هل يمثل الإسلام وسيلة للحفاظ على الهوية فى مواجهة تحديات الهجرة والاندماج داخل المجتمع السويسرى؟ والجواب هو "نعم"، فعندما يرى الآباء أطفالهم يعودون من المدرسة وقد تأثروا بجوانب معينة من التعاليم المسيحية، تصبح رغبتهم فى استعادة سيادة قيمهم الخاصة أمرا مفهوما.

ويشير لاتيون إلى أن المعلومات القليلة المتاحة حول الشباب المسلمين فى سويسرا تشير إلى أن هذه العودة إلى الإسلام تعتمد فى المقام الأول على الأسلوب الشخصى، ولكن السؤال الذى يظل مطروحا هو معرفة نوعية الخطاب الدينى الذى ستلقيه غدا السلطات الدينية، التى سيتوجه إليها هؤلاء المسلمين الجدد.

هل سيكون مستوحى من المملكة العربية السعودية، التى تجبر على التوجه نحو هذا السياق؟ أم سيكون أكثر انفتاحا وتسامحا على غرار ذلك الخطاب الذى تشجعه كل من تركيا والبلقان؟ أم سيكون أكثر اطلاعا وأكثر حرصا على الاندماج داخل النموذج الديمقراطى فى الدولة، سائرا على الطريق الذى بدأت تمهده أقلية من المفكرين فى الإسلام الأوروبى؟

تخلص الصحيفة إلى أن الكثير سيعتمد على ذكاء سياسة الاندماج داخل المجتمع التى تنتهجها السلطات السويسرية. ولكن الشىء الوحيد المؤكد هو أن حملة منع بناء المآذن لن تعزز أبدا هذا الاندماح.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة