يمتلك إمكانيات مادية وبشرية وتاريخية تؤهلة للحكم وينقصه التخلص من الكسل

الوفد مشروع حزب منافس

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009 03:04 م
الوفد مشروع حزب منافس قيادات الحزب وأعضاؤه فى صورة جماعية أمام ضريح سعد زغلول - تصوير- سامى وهيب
كتبت نرمين عبدالظاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حزب الوفد واحد من أعرق وأهم الأحزاب السياسية المصرية، ارتبط فى ذاكرة المصريين بفترة من أكثر فترات التاريخ المصرى ثراء وحيوية وليبرالية، قدم خلالها مشروعا فكريا وسياسيا ملهما واعتبره المصريون «ضمير الأمة»، وظل الوفد لسنوات طويلة مناضلا من أجل الاستقلال والدستور، أصاب وأخطأ فى بعض الأوقات وفى طريقة تعامله مع بعض الأمور، ولكنه كان دائما مصدراً لنشر الروح الوطنية والعقلانية السياسية والديمقراطية ومبادئ المواطنة واحترام الدستور.

ومع عودة الوفد مرة أخرى إلى الحياة السياسية فى منتصف الثمانينيات (بعد أن جمد نفسه فى أعقاب استفتاء للرئيس السادات الذى حظر فيه العمل السياسى على قادة الحزب التاريخيين) رآه البعض منكفئا على الذكريات، ومنشغلا بحصر أخطاء ثورة يوليو والتغنى بها أكثر من انشغاله بدوره السياسى والتنويرى، وهو ما نجح الحزب فى تجاوزه بسرعة عن طريق قياداته الجدد أمثال محمود أباظة الرئيس الحالى للحزب ومنير فخرى عبدالنور وسيد بدوى وفؤاد بدراوى، وغيرهم من الذين نجحوا مؤخرا فى أن يمنحوا حزب الوفد طعما سياسيا مختلفا ويعودوا به رويدا رويدا إلى داخل الساحة السياسية كقوة قوية تحظى باحترام الشارع والدولة فى نفس الوقت.

ونظرة بسيطة تجمع تاريخ الحزب وتواجده الشعبى القديم وتلك الحياة التى بثتها قياداتها الجدد بين أروقته يمكنها أن تؤكد لك أن حزب الوفد يختلف فى تكوينه وطبيعة علاقته مع الشارع عن بقية الأحزاب الأخرى، ويمتلك من الإمكانيات ما يؤهله لمنافسة الحزب الوطنى الحاكم، فهو يمتلك أكثر من 140 مقرا، والكثير من العائلات التى تمتد جذورها إلى أصول وفدية عريقة، وعضويته تشمل عددا كبيرا من الشخصيات المهمة والأسماء الرنانة التى تتمتع بقبول شعبى ورسمى ودولى مقبول، ولديها من المؤهلات العلمية والمادية ما يمكنها من قيادة مسيرة التغيير، منعتها الظروف السياسية والأجواء التى عاشها الحزب فى الفترة الماضية عن المشاركة بقوة فى صياغة شكل الحزب ومستقبله، وعودة هذه الأسماء بخلاف ماستمنحه للحزب من قوة على جميع المستويات المادية والمعنوية قادرة على أن تعيد ثقة الشارع فى الوفد مرة أخرى، خاصة حينما يجتمعون فى قائمة واحدة مع بقية الأسماء التى تقود الحزب مثل رئيس الحزب محمود أباظة من العائلة الأباظية، وفؤاد بدراوى حفيد فؤاد باشا سراج الدين ونائب رئيس الحزب، ومنير فخرى عبدالنور سكرتير عام الحزب.

ولم يكن الغياب وعدم الحرص على المشاركة، الخطأ الوحيد الذى وقع فيه رجال أعمال الوفد، فوفقا لما يؤكده عبدالعزيز النحاس، فإن الوفد من أغنى الأحزاب الموجودة حاليا، ليس بسبب تبرعات رجال الأعمال ولكن من استثمارات الحزب الخاصة مثل الوديعة الموضوعة فى أحد البنوك باسم الحزب والتى يبلغ مقدارها ما يقرب 75 مليون جنيه، بجانب اشتراكات العضوية، التى تقدر بـ6 جنيهات لما يقرب من 80 ألف عضو كل عام فى حين يشارك أعضاء الهيئة العليا بألف جنيه كحد أدنى فى العام كاشتراك.

لكن هناك جوانب أخرى أعاقت الحزب عن المنافسة، ولكنها فى الغالب جوانب يسهل التغلب عليها فى حالة ما إذا فعّلت هذه الأسماء وغيرها تواجدها داخل الحزب، لأن وجود مثل هذه الأسماء وعودة النشاط للحزب مرة أخرى كفيل بأن يعيد لحزب الوفد تواجده البرلمانى القوى مثلما كان الحال سنة 1984 والتى كان للوفد فى البرلمان وقتها 47 مقعدا، انخفضت إلى 27 مقعدا فى الدورة التالية، ووصلت إلى ستة نواب فى الدورة الحالية. عودة هذه الأسماء وبث الروح من جديد فى حزب الوفد أصبح أمرا واردا، خاصة بعد نجاح محمود أباظة ومنير فخرى عبدالنور فى التخلص من صداع الصراعات الدائرة داخل الحزب، والاهتمام من جديد بالجريدة الناطقة باسم الحزب التى تمتلك حجما من التأثير والمصداقية فى الشارع المصرى يمكنها من أن تكون داعما رئيسيا للحزب فقط إن عادت الجريدة إلى سابق عهدها حينما كانت أكبر صحف مصر وأقواها تأثيرا.

هذه الأسماء وغيرها بالإضافة إلى برامج حزب الوفد وأفكاره الليبرالية التى تتمتع بقبول دولى ورسمى، ولا تختلف كثيرا عن الخط السياسى الذى يتمناه الناس فى الشوارع، ويضمن لهم الدولة المدنية التى يبحثون عنها أشياء، تؤهل الحزب لأن يكون قادرا منذ الصباح الباكر على تشكيل حكومة وطنية تحظى الأسماء فيها بقبول رسمى وشعبى، وهو ما أكده أحمد عودة، سكرتير مساعد بالحزب، مشيرا إلى أن الحزب لديه الإمكانيات التى تتيح وجوده كبديل للحزب الوطنى بقدرته على تكوين وزارة كبيرة من قياداته مثل مصطفى الطويل وياسين تاج الدين ومحمد زهران وسيد البدوى ومحمد كامل ومحمود السقا ومنير فخرى عبدالنور ورمزى زقلمة والدكتورة كاميليا شكرى، لكنه يرى أن هناك عقبات تقف أمام هذا الحلم مثل استمرار قانون الطوارئ الذى تستخدمه الدولة فى وضع عقبات أمام أنشطة الحزب الجماهيرية، يضاف إليها التعديلات الدستورية الأخيرة خاصة المادتين 76، 77 التى عرقلت الأحزاب عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى إقرار إجراء الانتخابات دون إشراف قضائى، وهو ما يؤكد عدم شفافية العملية الانتخابية.

كلام سكرتير حزب الوفد يبدو منطقيا إلى أبعد الحدود، خاصة مع تأمل حالة الأسماء التى ذكرها وهى فى أغلبها أسماء تتمتع بروح رجل الدولة، ولها العديد من المشاركات الوطنية والأدوار السياسية التى قامت بها عن طيب خاطر لخدمة هذا الوطن، دون النظر إلى أى خلاف سياسى أو غيره، وهى ميزة امتلكها حزب الوفد دونا عن الأحزاب الأخرى لا تمنحه فقط شرف خدمة الوطن، ولكنها منحت رجالة خبرة التواجد فى المطبخ السياسى وخبرة المشاركة فى إدارة أمور الدولة.


موضوعات متعلقة..

◄ ممكن الكبار يتكلموا شوية فى البلد دى.. لوسمحتم!
◄ د. عمرو الشوبكى يكتب: هل سيفعلها حزب الوفد ويقود حركة الإصلاح فى مصر؟
◄ المصالحة مع المرحلة الناصرية أولى خطوات الوفد ليكون جامعة وطنية كما كان قبل الثورة!
◄ لماذا لا تجتمع المعارضة والقوى السياسية تحت راية الوفد؟
◄ 20 عائلة مسلمة وقبطية يمكنها دعم الحزب لمنافسة شعبية «الوطنى» و«الإخوان»!
◄ 18 شخصية وفدية مؤهلة لمهام قيادية بالدولة
خبراء وسياسيون: الوفد عاش فترات إحباط طويلة.. ومحاولات «أباظة» لإنقاذ الحزب بدأت متأخرة 10 سنوات
◄ محمود أباظة: الوفد هو البديل الوحيد لـ«الوطنى»
◄ الوفد.. الخروج من عنق الزجاجة
◄ 10 توصيات لـ «الوفد» ليصبح الحزب البديل
وزراء ومحافظون وبرلمانيون من الوفد
تفسير قيادات الوفد للابتعاد عن السلطة
◄ 10 توصيات للوطنى لكى تكون هناك أحزاب وليس« ديكور»
◄ الوفد.. الحزب البديل فى مصر






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة