لم تكن ساحة الشوارع المصرية والجزائرية والسودانية فقط هى أرض المعركة التى اشتعلت بين المشجعين المصريين والجزائريين بعد المباراة الأخيرة بين منتخبى البلدين وانتهت بفوز الجزائر، فساحة الإنترنت أيضاً شهدت معركة مماثلة بين أنصار البلدين، وجاء الموقع الاجتماعى الشهير "فيس بوك" على رأس المواقع التى شهدت التشاحن والهجوم من قبل بعض الشباب المصرى رداً على ما وصف بأنه "استفزاز" من قبل وسائل الإعلام الجزائرية والمنتديات الإلكترونية والمواقع الإخبارية، فبعد أيام قليلة من الأحداث المؤسفة ازدحم الفيس بوك بالجروبات التى تحمل اسم "I hate Algeria" "أنا أكره الجزائر" ليصل عدده إلى 70 جروب يقترب عدد المنضمين إليها من 20 ألف مشترك فى ثلاثة أيام، إضافة إلى عدد لا نهائى من الصور التى تعبر عن مشاعر غاضبة نحو العلم الجزائرى.
الغضب المضاد من شباب المصريين على الإنترنت بقدر ما كان مبرراً، كان أيضاً معبراً ولا يخلو من الفكاهة حتى إن بعضهم تفنن فى التعبير عن هذا الغضب بمبادرات قانونية مثل أحد الجروبات الذى دعا لجمع توقيعات على طلب يقدم للاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" بإعادة مباراة مصر والجزائر، وخطاب آخر يطالب بحرمان الجمهور الجزائرى من مباريات فريقه فى المونديال، بينما طالب آخر بتدشين حملة رسائل للفيفا تطالب بإلغاء نتيجة المباراة لما حدث من اعتداء بعدها.
البعض لم يكتفِ بالمبادرات فاستخدم أشكالاً وعبارات طريفة أو صور هزلية تسخر من الجزائيين، مثل أحد الجروبات الذى وضع صورة كلب يبول على علم الجزائر، أو الآخر الذى كتب على "قفا" أحد الأشخاص "بعد وضع علم الجزائر عليه" "علامة الجودة.. خضرة ومش قادرة"، فيما كتب أحدهم "... يا زبالة.. إنتو شوية حثالة" أو "عشان تعرفوهم روحوا لطشوهم" والخلفية صورة لإبراهيم حسن أثناء اعتدائه على أحد الجزائريين بعد لقاء النادى المصرى والشبيبة الجزائرى، بينما قام أحد الجروبات بتقليد إعلان إحدى قنوات الأفلام ليكتب على لسان حسن شحاتة تعليقاً على قول المنتخب الجزائرى بأنهم سيفرطون فى أى شىء إلا الفوز، قائلاً "الرجالة هتفرط فى إيه يا وديع.. الرجالة مش لابسة بنطلونات ليه يا وديع.. المنتخب المصرى، أم الجزائر".
ورغم نبرة الطرافة والسخرية التى انتشرت بين هذه الجروبات، إلا أن بعضها الآخر كان بادى الغضب ويحمل عبارات حادة تنم عن كراهية شديدة للمشجعين الجزائريين، حيث جعل أحد الجروبات علم الجزائر وعليه صورة مشجعيه على هيئة قطعة من ملابس داخلية نسائية، بينما وضع آخر صورة لزى المنتخب الجزائرى وعليه عدد من الأسلحة البيضاء، وارتفعت نبرة العداء فى بعض الجروبات لتقرن علم الجزائر بعلم إسرائيل، أو رموز نازية وصهيونية.
ورغم سخونة الأحداث التى جرت بين المشجعين المصريين والجزائريين فى الشوارع، إلا أن الحرب الإلكترونية ستكون فى الأيام المقبلة أشد سخونة، حيث إن نبرتى العداء والتعصب آخذة فى التصاعد حتى وإن بدت فى أولها مبادرات فردية، إلا أنها تستقطب مؤيدين بكثرة مثل كرة الثلج، وسيبدو من الصعوبة تنقية الفضاء الإلكترونى بين مصر والجزائر من هذه التشنجات قبل فترة ليست قريبة على الأرجح.
المصريون يعلنون الحرب على مشجى الجزائر عبر النت
الأربعاء، 25 نوفمبر 2009 08:38 ص
وصل عدد جروبات أنا أكره الجزائر إلى 70 جروب