المصالحة مع المرحلة الناصرية أولى خطوات الوفد ليكون جامعة وطنية كما كان قبل الثورة!

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009 03:04 م
المصالحة مع المرحلة الناصرية أولى خطوات الوفد ليكون جامعة وطنية كما كان قبل الثورة! جمال عبدالناصر
كتب سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1984 كان حزب الوفد على موعد مع أول انتخابات برلمانية يشارك فيها، بعد عودته إلى الحياة السياسية، وكانت تشارك فى هذه الانتخابات أحزاب التجمع والعمل والوفد إلى جانب الوطنى، وكانت تجرى بالقائمة النسبية، وكان نجاح أى حزب مشروطاً بحصوله على نسبة الـ8 %.

وبصفتى ناشطاً فى الأجواء الانتخابية، لا أنسى أجواء انتخابات 1984 من زاوية الحالة الوفدية التى كانت سائدة وقتئذ، كان من السهل أن ترصد فى الدوائر الانتخابية المدى الكبير فى حديث الناس عن الوفد باعتباره حزبا عريقا، وعن احتمالات فوزه بمقاعد كثيرة، مما شكل وقتها حيرة أمام اليسار الذى كان يعتمد وقتئذ على منجزات المرحلة الناصرية، وامتدت الحيرة إلى.. كيف للوفد الذى هو حزب يقوم فى طبعته الجديدة على الهجوم على عبد الناصر ومنجزاته، أن يتعاطف معه الناخبون البسطاء، الذين عمل لهم وعاش من أجلهم جمال عبد الناصر؟.

كانت التسعينيات من القرن الماضى هى العلامة الأكبر على ضعف أحزاب المعارضة، ففى انتخابات عام 1990 قاطعت أحزاب المعارضة باستثناء حزب التجمع، وغاب حزب الوفد عن المشهد البرلمانى بسبب المقاطعة، وجاءت انتخابات عام 1995 ليحصد الوفد 6 مقاعد فقط، وكالعادة ارتكنت أحزاب المعارضة ومنها الوفد فى تبرير الفشل إلى تزوير الحكومة للانتخابات، لكن جاءت انتخابات عام 2000 لتكون كاشفة على قوة التيارات والأحزاب السياسية، فلأول مرة تخوض المعارضة الانتخابات بإشراف قضائى، وهو الإشراف الذى أعطى كل ذى حق حقه، ومن جديد كانت المعارضة -وفى القلب منها حزب الوفد- مخيبة للآمال، فمن بين 17 مقعداً فازت بها حصد الوفد 7 مقاعد فقط، وفى انتخابات عام 2005 انخفض عدد نواب الوفد إلى 6 مقاعد فقط.

الخلفية السابقة تشير إلى أن الوفد لم يحمه تاريخه النضالى قبل ثورة يوليو عام 1952، والدليل هذا التناقص العددى الكبير فى قوته البرلمانية خصوصا فى الدورتين الأخيرتين الخاضعتين للإشراف القضائى، وإذا كان قياس القوة الحزبية يأتى من الزخم الجماهيرى لأى حزب فى عدد العضوية وعدد الناخبين، فها هى النتيجة التى من شأنها أن تطرح السؤال الجوهرى.. هل يمكن أن يكون حزب الوفد هو البديل فى الحكم للوطنى، ويعفينا بالتالى من ثنائية الإخوان والوطنى التى تحكم حياتنا السياسية منذ سنوات؟.

ربما يرى البعض أن الوفد يصلح بديلا مستندا إلى إرثه التاريخى، وخاصة فيما يتعلق بتراثه الإيجابى فى قضية الديمقراطية، ونضاله من أجل الاستقلال من الاستعمار قبل ثورة يوليو 1952، لكن هذا الاستناد ينقصه الكثير، وأوله أن هناك تحولات كثيرة أحدثتها ثورة يوليو خلقت معها أجيالاً مختلفة فى التفكير والانتماء، ولا يلتفت إليها حزب الوفد بعين الاعتبار، والدليل أن الخطاب السياسى للحزب يقوم على خصام شامل لهذه المرحلة بالدرجة التى لا يرى فيها أى إيجابية واحدة.

لكن قذائف هجومه على المرحلة الناصرية وقفت حائلا فطرحت منه ولم تضف إليه، وجعلته فى النهاية حزبا ينتسب إلى مرحلة تاريخية معينة من تاريخ مصر تشمل أيضا عورات كثيرة لا يمكن إغفالها، شأنه فى ذلك شأن الأحزاب الأخرى كالتجمع الذى بنى خطابه السياسى على المرحلة الناصرية، ثم الحزب الناصرى، ورغم أن ذلك ليس فيه ما يعيب، فالأحزاب الكبرى فى العالم لديها هذا الإرث، لكن أحزابنا المعارضة أدمنت الانصراف إلى الماضى دون التكريس لمبدأ صراع البرامج، وانصرفت إلى الماضى دون بناء كوادر حزبية انتخابية تنفعها فى اليوم الأسود الذى هو يوم الانتخابات.

ربما يكون حزب الوفد هو الأكثر ثراء مادياً بين أحزاب المعارضة، وربما يكون هو الأكثر اقتراباً احتراماً لإرث الديمقراطية، لكن حتى يكون بديلاً وجامعا وطنيا عليه أن يجرى عملية مصالحة تاريخية للمرحلة الناصرية التى لم تكن مرحلة عابرة فى تاريخ مصر، وإنما قوام وطنى يجوز انتقاده نقدا بناء لكن لايجوز انتقاده على طريقة الوفد الحالية.


موضوعات متعلقة..

◄ ممكن الكبار يتكلموا شوية فى البلد دى.. لوسمحتم!
◄ د. عمرو الشوبكى يكتب: هل سيفعلها حزب الوفد ويقود حركة الإصلاح فى مصر؟
◄ الوفد مشروع حزب منافس
◄ لماذا لا تجتمع المعارضة والقوى السياسية تحت راية الوفد؟
◄ 20 عائلة مسلمة وقبطية يمكنها دعم الحزب لمنافسة شعبية «الوطنى» و«الإخوان»!
◄ 18 شخصية وفدية مؤهلة لمهام قيادية بالدولة
خبراء وسياسيون: الوفد عاش فترات إحباط طويلة.. ومحاولات «أباظة» لإنقاذ الحزب بدأت متأخرة 10 سنوات
◄ محمود أباظة: الوفد هو البديل الوحيد لـ«الوطنى»
◄ الوفد.. الخروج من عنق الزجاجة
◄ 10 توصيات لـ «الوفد» ليصبح الحزب البديل
وزراء ومحافظون وبرلمانيون من الوفد
تفسير قيادات الوفد للابتعاد عن السلطة
◄ 10 توصيات للوطنى لكى تكون هناك أحزاب وليس« ديكور»
◄ الوفد.. الحزب البديل فى مصر






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة