بقدرة قادر اختفى التغيير الوزارى الذى كنا نترقبه منذ استقالة وزير النقل محمد منصور، عشنا بعدها حوالى عشرة أيام ونحن لا نقرأ شىء سوى عن مقابلات رئيس الحكومة والترشيحات.. ومن سيخرج ومن سيأتى.. ثم قيل أن التعديل تأجل إلى ما بعد قمة الصين وأفريقيا فى شرم الشيخ، ثم إلى ما بعد افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة.. ثم جاءت مباراتا مصر والجزائر فى القاهرة والخرطوم ليختفى التعديل الوزارى وكأنه لم يكن مطروحا من الأساس.
لم يعد أحد يتحدث، وغابت الأخبار عن الصحف وبرامج التوك شو.. لكن السؤال الذى لم يجب عنه أحد هو: هل سقط التعديل الوزارى سهوا من الذاكرة الحكومية؟.. وهل نسى المسئولون أنه كان يفترض إعادة هيكلة وزارة النقل.. وربما تعيين وزيرين جديدين للتعليم والتعليم العالى؟
قد يكون رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف هو أسعد الناس بما يجرى الآن، فمصر تحولت إلى فرح شعبى، يمتلئ بالنقوط والمنقطين.. "المسا ده من فلان الفلانى بيحب مصر وبيشتم الجزائر".. ففى الصحافة وكافة المحطات التليفزيونية الحكومية والخاصة لا صوت يعلو على صوت معركة مصر والجزائر.
أما رئيس الوزراء السعيد جدا باختفاء أخبار التعديل أو ربما نسيانها، فهذا الأمر يطيل من عمر وزيريه المفضلين الدكاترة يسرى الجمل وهانى هلال.. فقد جاء بهما من تخصصه الهندسة.. متصورا أن مشكلة مصر تحتاج إلى وزراء مهندسين يقومون بهندسة كل الأمور والأحوال السيئة.. رغم أن المشكلة الحقيقة تكمن فى سوء الإدارة سواء كان الوزير مهندسا أو طبيبا أو رجل أعمال أو أستاذ جامعة.
ولعلنا بهذا المقال نعيد الذاكرة المنسية ونفكر السيد رئيس الوزراء بأنه سبق والتقى بعض المرشحين، وهذا ليس كلام جرايد، ووزع عليهم الحقائب الوزارية، أنا شخصيا أعرف واحدا من الموعودين بلقب وزير.. تقريبا توقف عن العمل فى انتظار مكالمة من مراسم رئاسة الجمهورية ليحلف اليمين.. لكن هذا الانتظار طال كثيرا جدا.
وحتى يتم هذا الاتصال من حقنا أن نسأل: أين التعديل الوزارى؟.. وهل ضاع فى هوجة مباراة مصر والجزائر؟.. أم تم تأجيله لأننا جميعا مشغولون باستعادة الكرامة الوطنية بالكلام وليس بالفعل.. رغم أن كرامة مواطنى أى دولة تكمن فى دور الدولة الإقليمى والدولى وقوتها واحترام ناسها فى الداخل، والدفاع عن رعاياها فى الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة