نقاد: "جلد ميت" حالة شعر استثنائية

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009 07:22 م
نقاد: "جلد ميت" حالة شعر استثنائية غلاف الديوان
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد المنتدى الأدبى لأمانة القاهرة، بحزب التجمع أمس الاثنين ندوة لمناقشة ديوان "جلد ميت" للشاعر "جمال فتحى" والصادرة عن دار مزيد للنشر والتوزيع، وناقشه كل من الأستاذ الدكتور "سيد ضيف الله"، والأستاذ الدكتور "عبد العزيز موافى"، وأدار الندوة الأستاذ "أسامة عرابي"، وحضر الندوة عدد كبير من المبدعين والمثقفين، وأكد الحضور على أن ديوان جلد ميت يمثل حالة شعر استثنائية يمتزج فيها الغربى بالشرقى والعامى بالفصيح، والخوف من الوجود والانغماس فيه بنفس الوقت.

وقال الدكتور "سيد ضيف الله" تتوقف مداخلتى عند حدود أصداء المقولة التى تمزج بين القول بأن عامية اللغة هى سرُّ تفرد الشعر العامى، والقول بأن شعر العامية ملعون – نقديًا على الأقل – بسبب لغته العامية، مشيرا إلى أنه يسعى للنظر فى لغة ديوان "جلد ميت" فى سياق أعم وذلك بربطه بسياق نشأة وتطور شعر العامية.

وتابع: "على المستوى اللغوى يجد القارئ العنوان والإهداء موجز ومكثف، فنجدنا أمام عنوان فصيح من حيث المفردات والتركيب لكنه اكتسب فصاحته أيضًا فى العامية، حيث يفصح عند مستخدميه فى لغة الحياة اليومية، كذلك عن معنى عدم الإحساس بالمؤثرات الخارجية، وبالتالى افتقار لإحدى أهم وظائف الجلد وهى الحماية للأعضاء الداخلية، باعتباره أول حوائط الصد والمقاومة ضد المخاطر التى تهدد كل ما يقوم الجلد بحمايته من أعضاء أو أجهزة ذات حساسية ما.

أما الإهداء فيأتى فصيحًا بشكل كامل من حيث الألفاظ والتركيب "إلى.. الدفء الذى تسرب"، هذان المدخلان للديوان يحفزان الذهن النقدى لتلقى ديوان شعرى تتشابك فيه العامية والفصحى تشابكًا كبيرًا، ويضاف إلى هذين الأمرين طبيعة المقتبس الذى ينص عليه الشاعر عند مفتتح ديوانه وهو مقتبس بالفصحى مترجم عن أوسكار وايلد يكشف عن مصدر هام من مصادر تشكيل وعى الشاعر ووجدانه وهى الثقافة الغربية المترجمة، يقول المقتبس "معظم الناس هم أناس آخرون".

إن ملامح الذات الشاعرة النفسية والوجودية تفرض على العامية كلغة حياة أن تكون لغة خوف من الحياة واغتراب، وهو ما يتجلى فى مفردات المعجم الشعرى للديوان حيث نجد كلمات يمثل تكرارها دلالة فى هذا السياق ومنها "المسافة، الدهشة، الخوف، نص الألم، نص القلق، جرح، الشارع الفاضى، نزيف، تستجدى الدفا"، فيبدو أن المعجم اللغوى لديوان "جلد ميت" هو بحد ذاته يكشف عن المسافة الكبيرة التى فصلت لغة الشعر عن اللغة العامية، دون أن يقابل هذا الفصل أو الانفصال اتصال باللغة الفصحى على نحو تام.

وأضاف، أننا أمام لغة أجنبية لكن المفارقة أن هذه الألفاظ الأجنبية أصبحت فصيحة رغم كتابتها بحروف أجنبية، إذ أنها تمثل قاسمًا مشتركًا بين لغة المشافهة ولغة الكتابة أو بعبارة أخرى بين العامية والفصحى، فهذه الألفاظ لكونها أكثر استخدامًا عند الإشارة لتلك المعانى أصبحت أكثر إفصاحًا. يقول الشاعر "ابعد خاف على نفسك اعمل save لملامحك Password لروحك".

أما الدكتور "عبد العزيز موافى" فأكد على أن لغة الديوان تحمل دلالات الغربة واليأس والخوف من الوجود، كما أن ملامح القصيدة لدى "جمال فتحى" تتشابه مع الفصحى، استطاع الشاعر بقدرته أن يوفق التركيب بين مفردات لغته، فالكلمة الفصحى يوظفها فى العامية بأسلوب غير مألوف من شعراء العامية، كما أكد "موافى" بأن نقادنا لا يشتغلون كثيرًا ويقدمون قراءات نقدية فى شعر العامية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة