أثار البيان الذى أطلقته بعض دور النشر المصرية: "اكتب، وليلى والمجمع الثقافى المصرى" وطالبت فيه بمقاطعة الجزائر وطردها من معرض الكتاب، حفيظة الناشرين الجزائريين الذين عبروا، برغم ذلك، عن إصرارهم على المشاركة فى المعرض، وأجمع الناشرون خلال اتصالات هاتفية أجراها معهم اليوم السابع على أنهم لن يقاطعوا المعرض، إلا إذا ألغت السلطات المصرية مشاركة الجزائر.
الناشر "حسان بن نعمان" مدير دار "الأمة" الجزائرية للنشر وعضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب قال: أعتقد أن الناشرين المصريين مثقفون وقادرون على الابتعاد عن تلك الأزمة، وأضاف: "لقد قابلت غالبية الناشرين المصريين فى معرض "طرابلس" للكتاب، وما زالوا يكنون لنا كل محبة وتقدير.
ووصف "نعمان" ردود الفعل الغاضبة من قبل باقى الناشرين "بالحالات الفردية" التى تعبر فقط عن وجهة نظر أصحابها، وأشار إلى لقائه بمسئولى الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذين أكدوا على انتظارهم لمشاركته بمعرض القاهرة المقبل.
وأضاف: "أما إذا قررت السلطات المصرية إقصاء مشاركة الجزائر فليس علينا سوى القبول، واستكمل: "إذا هدأت المشاحنات سأشارك بلا شك، أما إذا استمر الحال على ما هو عليه فلن أشارك حتى لا يزيد الأمر سوءا".
واختتم: "الناشرون الجزائريون يشجبون ما حدث من قبل المشجعين، ولا يحمّلون أى طرف مسئولية الأزمة، فلابد لنا أن نسمو بأنفسنا فوق هذه التفاهات".
اتفق معه الناشر "مهند الجهمى" مدير دار الكتاب العربى" الذى قال "لا يمكن مقاطعة الثقافة المصرية أو تجاهل الثقافة الجزائرية ولا أعتقد أن الأمر يعبر عن حالة عامة، إنما هى مجرد آراء فردية لبعض الناشرين". وأضاف: "سأشارك فى معرض القاهرة كعادتى كل عام، فلا يمكن لكرة القدم أن تفسد العلاقات التاريخية بين الدولتين".
وتطرق "الجهمى" إلى تصريحات بعض الناشرين المصريين الذين أكدوا مقاطعتهم لمعرض الجزائر للكتاب لاعتبارات "أمنية" بعد أن فشلت السلطات الجزائرية فى حماية المصريين المقيمين وقال "هذا الكلام غير صحيح، لأن الشرطة الجزائرية تحاول حماية الإخوة المصريين، وتفرض طوقا أمنيا حولهم وما حدث من تجاوزات هى مجرد أخطاء".
واختتم "الجزائريون مازالوا على عهدهم مع الثقافة المصرية والتصعيد ليس فى مصلحة أى من الطرفين".
فيما وصف الناشر "مصطفى القلاب" مدير دار الهدى، قرار الناشرين المصريين بالمتسرع، وأشار إلى أن ما يخص "كرة القدم" لابد أن يقتصر على الملاعب فقط ولا يتخطاها إلى الثقافة والسياسة، وأضاف: "العلاقات المصرية الجزائرية علاقات وطيدة وأنا على أتم الاستعداد للسفر إلى مصر غدا دون خوف".
واستكمل: "ليس لدينا أزمة حقيقية، بل هى جعجعة مفتعلة وعلينا أن نترك الأيام تكشف لنا عن الأسباب" وأضاف: "لابد أن نوازن بين الصواب والخطأ فقد يتراجع المصريون عن مواقفهم وقد يكون لنا رد فعل آخر".
واتهم "القلاب" الإعلام بمسئوليته عما حدث لأنه حكم على الأشياء قبل أن تقع وقبل أن تتضح الصورة دون أن يحتكم إلى العقل أو القانون فى تفسير ما يجرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة