مديرCNN بالقاهرة: الفساد وراء حمى الكرة

نشرت شبكة الـ CNN العربية تقريرا لمدير مكتبها بالقاهرة بن ويديمان، بعنوان "الفساد والتوزيع غير العادل للثروة وراء حمى الكرة المجنونة فى القاهرة"، حيث كتب تناولا لما وقع من أحداث عقب مباراة كرة القدم التى دارت بين مصر والجزائر يوم الأربعاء الماضى تجاهل فيه السبب الرئيسى وراء تحركات المصريين، وهو رفضهم للإهانات التى تعرضوا لها بالخرطوم من قبل الجمهور الجزائرى والاعتداءات التى تعرض لها المصريون المقيمون بالجزائر، ورأى أن السبب وراء تلك المظاهرات والاعتراضات هى كرة القدم وحدها.

ويديمان رئيس مكتب الـCNN بالقاهرة قال إن الضجة المتعلقة بالمباراة ربما تنتهى بعد يوم أو يومين، ولكن ما حدث يشكل تذكيراً صارخاً بأن مظهر الهدوء والاستقرار فى مصر يمكن أن يكون مخادعاً.

ويظهر تجاهل ويدمان فى وصفه للجموع التى تظاهرت أمام سفارة الجزائر بالقاهرة بـ"مشجعى الكرة الغاضبين"، دون الإشارة إلى أن هؤلاء لم يقتصروا على مشجعى الكرة ولا على كونهم غاضبين بسبب نتيجة مباراة، مضيفاً فى تقريره أن المباراة أثارت حرباً إعلامية وصفها بـ"الشرسة والسيّئة"، حيث قال أن الطرفين تبادلا الاتهامات بقتل رعايا الطرف الآخر وتحطيم ممتلكاته.

وأوضح أن الحكومة الجزائرية وجهت "صفعة لشركة الاتصالات المصرية العملاقة "أوراسكوم" Orascam، عندما طالبتها بدفع ضرائب تصل إلى 600 مليون دولار، وهو ما ردت عليه أوراسكوم بأنها مطالبات عارية من الصحة وغير مقبولة.

وفى المقابل أبرز الخبر الذى نشرته إحدى الصحف اليومية المصرية تحت عنوان "رعب فى السودان" بالخط الأحمر العريض، م،ع صورة لنساء مضمدات الرؤوس، وشرطى يحمل سكيناً ذات نصل طويل، وتحت الصورة قال الشرح التوضيحى، إن السكين الطويلة استخدمها مشجع جزائري ضد مشجع مصرى.

وأوضح ويديمان أن هناك العديد من مقاطع الفيديو الموجودة على موقع "يوتيوب" تحتوى على لعنات متبادلة بين المصريين والجزائريين، وإهانات بأقذع الألفاظ، مشيرا إلى أن كل ذلك يسهم فى تأجيج مشاعر الغضب لدى أنصار المنتخبين.

وأضاف ويديمان أن ما قامت به الشرطة فى مواجهة الحشود التى تظاهرت أمام السفارة الجزائرية يغذى الافتراض بأن "السلطات المصرية أرادت للحشد الغاضب تفريغ غضبه، ومن ثم عودة المتظاهرين إلى بيوتهم، كما جرت العادة في مناسبات أخرى عديدة"، ولكن لم يحدث ذلك حيث قال أن المصريين كانوا يحملون حجارة وزجاجات فارغة رشقوها بغضب، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 شرطيا بجروح، مما جعل الحكومة –وفقا لما قاله ويدمان- تتبنى "سياسية عدم التسامح"، وتقوم بنشر الآلاف من عناصر مكافحة الشغب فى شوارع الزمالك.

ونقل ويدمان عن سارة خورشيد ، صحفية مصرية بجريدة الدايلى نيوز وصفها للورطة التي تعاني منها مصر، حيث قالت إنه حتى يومنا هذا، يتواصل تجريد المصريين من كرامتهم، يقفون دون حراك فى مواجهة الفساد وغياب القانون، والتوزيع غير العادل للسلطة والثروة بين دائرة صغيرة غنية وأغلبية محرومة، يبدو أن صبرها قد لا يكون مضموناً لمدة طويلة" .

وكتب ويدمان ماحدث مع فريق عمل الـCNN وقت كانوا بالمظاهرة، حيث تم أخذ الكاميرا منهم عند محاولتهم تصوير امرأة شابة تحمل علم مصر أثناء مشادة مع أحد رجال الشرطة، حيث قال ويدمان أنه "عندما حاول إبداء احتجاجه وأخذ الكاميرا قاموا بتمزيق قميصه وقام بجره اثنان من رجال الأمن المدنيين بعيدا"، مضيفا أنه أصيب بكدمات نتيجة احتجاجه على هذه الطريقة فى التعامل، وأنه بعد العديد من الاتصالات الهاتفية سمحت لهم الشرطة بالذهاب بعد أن صادروا شريط التصوير، مما دعا شاب مصرى إلى وصف هؤلاء بأنهم "ليسوا مصريون، وهذه ليست مصر".

وقام ويدمان بإجمال وجهة نظره فى ما حدث بكون المشكلة الأساسية "لا علاقة لها بكرة القدم أو الجزائر، بل بوجود استياء عميق بين المصريين، الفقراء والأغنياء على السواء، ضد النظام المصري الاستبدادي والكهل، الذى ينظر إليه كثيرون على أنه أكثر اهتماماً بالحفاظ على نفسه ووجوده والإثراء الذاتى أكثر من اهتمامه بتوفير الرفاهة للعام".