فى الوقت الذى كرمت فيه الدولة المنتخب الوطنى ومنحته 6 ملايين جنيه مكافأة على جهده فى محاولة الوصول إلى كأس العالم، يعانى أدباء مصر من الإهمال، ويواجه الروائى محمد ناجى خطر الموت بعد إصابته بسرطان الكبد، ويحتاج لإجراء جراحة عاجلة لزرع كلى للكبد خارج مصر تتكلف 300 ألف جنيه، وهى الجراحة التى لا يمكن أن تتحملها أى مؤسسة سوى الدولة، ورغم نداءات الأدباء والمثقفين للقيادات الرسمية للتدخل وإنقاذ ناجى، إلا أنه لم تتم الاستجابة لهذا المطلب حتى الآن.
اليوم السابع سأل بعض المثقفين هذا السؤال: هل فاقت أهمية كرة القدم الثقافة والإبداع فى مصر، وهل نكتفى بتكريم الرياضيين فقط ونهمل المبدعين؟
الكاتب أحمد الخميسى قال: "احتقار العقل المبدع وإهمال الثقافة هو واقع أليم، فأنا لست ضد تكريم اللعبة واحترام الرياضة ولكن لا يسقط حق الأدباء فى الاهتمام". وتابع: "التاريخ يشهد على ذلك الظلم لكل مبدع، فسيد درويش لم يظهر له سوى مسرحيتان منهم شهر زاد مع أن له أكثر من 22 أوبريت لم تعرضها دار الأوبرا فى، حين عرضت أوبرت لموسيقار إسرائيلى".
وأضاف: "العديد من الكتاب العظماء توفوا ولم تتعظ الجهات المعنية، فتحى عامر توفى عام 2002 بنفس مرض ناجى وحتى الآن لم يتم البت فى العشرين مليون جنيه المخصصة لعلاج الكتاب بسبب مناقشات ومنافسات مع وزارة المالية، فالأدباء يعتبرهم البعض فى مصر كائنات زائدة عن حاجز المجتمع وهذا الذى دفع الباز وزويل للعيش بالخارج لأنه يتم تقديرهم هناك، فالمسألة موجعة ومؤسفة لدرجة أن جريدة العالم اليوم التى يعمل بها ناجى لم تتحرك فعليا لمرضه".
اتفق الناقد محمود الوردانى مع الخميسى فى رؤيته لإهمال الأدب قائلا: "لم أتعجب من حالة العداء التى يواجهها المثقفون، وإنما فى ظل ذلك الاهتمام الهمجى بالكرة اللهم لا حسد لما أخده المنتخب يدوهم اللى عايزينه" وتابع: "أنا لست ضد الرياضة ولكنى مستاء جدا من هذا الإهمال الموجه للثقافة لدرجة مثيرة للاشمئزاز، فأنا اتهم الحكومة فى قتل يوسف أبو راية بسبب إهماله حتى الموت".
وشاركهم فى النداء لعلاج ناجى الكاتب عزت القمحاوى الذى أشار إلى تبدل الأولويات قائلا: "أصبحنا فى عصر الكرة ونجوم الفضائيات، فالكل الآن يشارك فيما يصح ولا يصح فى العلاقات السياسية بسبب أحداث الكرة مع الجزائر، بينما يصارع محمد ناجى الموت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة