سعيد شعيب

فضائيات إسكندرية

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتمنى أن يتحقق على أرض الواقع الخبر الذى نشره الزميل تامر صلاح الدين فى العدد الأخير من جريدة الفجر، فهذا سينهى ولو قليلا استبداد القاهرة، وينهى ولو قليلا قبضة سلطتها المركزية التى تهدر حيوية الأطراف، وتجعل دولة كبيرة مثل مصر يُختزل فيها كل شىء فى الحدود الضيقة لعاصمة مخنوقة بالزحام والتراب، فإذا أردت أن تعمل صحفيا أو مذيعا أو حتى أديبا أو أى شىء لابد أن تعيش بالقاهرة.. ففيها كل شىء وأى شىء.

الخبر هو أن هناك جهة سيادية تجرى دراسات هندسية لإنشاء مدينة إنتاج إعلامى مصغرة فى محافظة الإسكندرية بناء على تكليف من وزارة الإعلام منذ ثلاثة أشهر، وسوف تتسع بالإضافة إلى الاستديو الحالى للقناة الخامسة لأربعة استوديوهات جديدة مزودة بأجهزة البث المباشر، اثنان للإذاعة واثنان للتليفزيون.

حسب تقرير الزميل تامر يمكن تأجير هذه الاستوديوهات للمحطات الإذاعية والتليفزيونية الخاصة.. أى لتقديم الخدمات اللازمة للمراسلين الذين يعملون مع محطات عامة تبث من مدينة الإنتاج الإعلامى بالقاهرة، بالإضافة إلى مكاتب المحطات العربية والأجنبية مثل الجزيرة والعربية والـ b.b.c وغيرها. وهذا صحيح تماما، فلم تعد القاهرة ولا حكومتها وحدهم صُناع الأخبار، فالحراك السياسى والاجتماعى جعل المصريين فى كل مكان طرف رئيسى فى المعادلة، ومن ثم لم يعد دورهم يقتصر على التلقى السلبى، ولكن المشاركة الفعالة عبر الاحتجاج السلمى الديمقراطى.

هذا ينقلنا الى ضرورة التفكير فى أن يكون لدينا مدينة إنتاج مصغرة، إن لم تكن فى كل محافظة، فعلى الأقل فى الإقليم، أى فى عدة محافظات متجاورة .. وهذا مشروع مربح على المدى الطويل لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما أنه يشكل البنية الأساسية لتأسيس قنوات خاصة محلية تلعب مع الصحافة والإذاعات الإقليمية دورا حقيقيا فى تطور كل مكان فى بلدنا.
فتجربة المحطات الإقليمية لم تحقق ما كان مرجوا منها، والسبب ليس كفاءة من يعملون بها، ولكن بسبب أنها مرتبطة ارتباطا لا يمكن الفكاك منه بالسلطة الحاكمة، وبما أن هذه السلطة لا تريد أن تعيد هذه الوسائط الإعلامية لأصحابها، أى المصريين، فعلى الأقل لا تعرقل حقهم فى تأسيس صحف وإذاعات ومحطات تليفزيونية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة