تفاصيل مقتل وإصابة 3 من البدو خلال اشتباكات مسلحة.. وأهالى الضحايا يتهمون ضابط شرطة بإطلاق النار على أبنائهم

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009 03:33 م
تفاصيل مقتل وإصابة 3 من البدو خلال اشتباكات مسلحة.. وأهالى الضحايا يتهمون ضابط شرطة بإطلاق النار على أبنائهم اشتباكات مسلحة بين البدو والشرطة فى بالوظة
سيناء ـ عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يتخيل العامل البسيط عبيد الله أن حياته ستنتهى فجأة بطلقتين من رصاص الشرطة دون أى ذنب اقترفه، كان كل همه أن يبعد أولاده الصغار عن ساحة معركة اندلعت بين الشرطة بشمال سيناء وبين المئات من أهالى قرية بالوظة.

بدأت الأزمة عندما قامت حملة من تنفيذ الأحكام بمديرية أمن شمال سيناء بهدف إلقاء القبض على عدد من المدانين جنائيا وقضائيا بالقرية التى تبعد 40 كيلو عن مدينة القنطرة شرق و30 كيلو عن مركز بئر العبد، واستمرت الحملة فى تمشيط القرية، إلا أنها لم تصل إلى مبتغاها فقامت بإلقاء القبض على 8 أفراد آخرين لا ناقة لهم ولا جمل، واحتجزتهم.

الخبر انطلق فى القرية، وتحرك فى بداية الأمر عشرات الشباب لإقناع الحملة بترك من معها من أبرياء، الأمر الذى تطور إلى قيام بعض الصبية برشق الشرطة بالحجارة، والشرطة بادلتهم بإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل عامل بسيط بمدرسة رمانة تواجد فى مكان الحادث مما أشعل غضب أهالى القرية وقاموا بمبادلة الشرطة إطلاق النار.

وتجمع المئات منهم وقاموا بقطع الطريق الدولى القنطرة العريش لعدة ساعات، أدت إلى تكدس كبير على الطريق وإشعال الإطارات فيه، واستعان الأمن بعدة مدرعات وقوات مكافحة الشغب وانتشرت عربات الأمن المركزى حول القرية التابعة لمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء.

تدخل عدد من نواب سيناء وقياداتها ومشايخها لإقناع الشباب بفتح الطريق، وهو ما تم، كما قاموا بإعادة شرطيين تم احتجازهما لعدة ساعات أحدهما تعرض لضرب مبرح ويعانى من إصابات متفرقة فى جسده ويدعى عدلى منصور.

اليوم السابع التقى أولاد وشقيق القتيل عبيد الله عبد الجبار زيدان (40 سنة) عامل بمدرسة رمانة الثانوية وأب لخمسة أبناء، هم: جميلة (13 عاما) وأسامة (9 أعوام) وعيد(7 أعوام) وعبد الجبار(3 أعوام) وعاطف (شهران).

يقول شقيقه زايد إن أخاه عبيد الله حياته بسيطة، من المدرسة فى رمانة على بعد 10 كيلو إلى منزله فى بالوظة، وليس له فى شغب أو معاداة شرطة ولا غيره، ويمكن معرفة ذلك من ملفه، "يوم وفاته لم نكن ندرى بالأحداث إلا أن أولاده كانوا فى الشارع وأثناء خروجه من المنزل فى طريقه لشراء العيش من الفرن الحكومى وجد أولاده فى الشارع قرب مكان المعركة التى تمت مع الشرطة قبل أن يصل إليهم".

وأضاف: "بدأت الشرطة فى تبادل إطلاق النار مع عدد من الأهالى، اندفع لمحاولة إبعاد أولاده عن مكان المعركة، وبعد أن انتشلهم وأثناء رجوعه تلقى رصاصتين من الشرطة فى ظهره، أحدهما اخترقت صدره والأخرى أعلى رقبته من الأعلى، سقط وسط المعركة وحاول البعض نقله، إلا إن رصاص الشرطة المتواصل حال دون ذلك حتى مات فى أرض بالوظة، ومع اشتداد تبادل إطلاق النار خرجت الشرطة من القرية بمن معها من الأبرياء ونقلنا أخى إلى المسجد ميتا ثم إلى الوحدة الصحية وظل فيها طوال اليوم".

"تم نقله إلى مشرحة مستشفى بئر العبد لمعاينة الجثة ومعاينة مكان مقتله ولم نعلم بما حدث، قمنا بتحرير محضر بقسم شرطة رمانة ضد الضابط الذى أطلق عليه النار ويدعى شريف من الأمن المركزى بشمال سيناء وقمنا فى اليوم التالى بدفنه".

جميلة عبيد الله تلميذه بالصف الثانى الإعدادى ابنة قتيل الشرطة، تقول: "كنت أنا واثنان من أخوتى فى طريقنا من المنزل إلى محل بقالة على الشارع بالقرية، وخلال سيرنا رأينا سيارات شرطة مسرعة وهناك أولاد يقذفونها بالحجارة وسمعنا بعدها طلقات الرصاص، وقفنا لنشاهد الأمر وتجمع الكثير من الأولاد والرجال، وبعد أن اشتد ضرب النار لمحنا أبى ينادى علينا وهو يجرى نحونا، تحركت أنا وشقيقى أسامة وشقيقى عبد الجبار والكل ومشينا بعيدا، بعد وقت لا أعرفه قالوا إن أبى مات برصاص الشرطة وأنها لم تسمح لأحد بالاقتراب منه لنقله بسيارة إسعاف".

الاشتباكات أسفرت عن إصابة فرج أحمد عيد بطلق نارى فى اليد وسيدة كبيرة فى السن كانت تجلس على مقربة من الاشتباكات تدعى سليمة سرحان م صالح بطلق نارى فى القدم وتم علاجهما.

سليمان عامر، الأمين المساعد للحزب الوطنى بشمال سيناء، قال إنه طلب من أمين عام الحزب بالمحافظة د.منير الشوربجى التدخل من أجل كشف الحقيقة ومعاقبة الجانى وبالفعل قامت النيابة بالمعاينة وإظهار الحقيقة.

مشيرا إلى أن الأهالى يرددون أن من قتله ضابط يدعى شريف خلال ذهابه لشراء العيش، وأن أعضاء المجلس المحلى عن المنطقة بالمحافظة كادوا ينسحبون من الجلسة الأخيرة احتجاجا على ما حدث، لولا أن وعدهم المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة بالتدخل.

فيما قال رمضان سرحان عضو مجلس الشعب إنه تدخل لدى المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة ولدى أجهزة الأمن من أجل أن يأخذ القانون مجراه ويعاقب المخطئ علاوة على تهدئة الأهالى الغاضبين.

أشرف الحفنى أمين حزب التجمع، قال: "مطلوب توثيق كل ما تفعله الشرطة ضد أبناء سيناء والتعامل معهم بالرصاص الحى من دون مبرر، وكأن دماءهم رخيصة"، مؤكدا الإعداد لمؤتمر من خلال اللجنة الشعبية لبحث ما يدور فى سيناء من تجاوزات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة