وسط حشد كبير من القراء ودارسى اللغة الإسبانية، نظم المركز الثقافى الإسبانى لقاءً مفتوحا مع الروائى الدكتور علاء الأسوانى، وذلك مساء أمس الاثنين.
فى بداية اللقاء رحب لويس خافير مدير المركز بالأديب الكبير الذى كان من تلاميذ المركز من قبل، وأعرب عن سعادته بلقائه لأنه الأديب المصرى الوحيد الذى يجيد الأسبانية، وأدارت اللقاء الدكتورة عبير عبد الحافظ مدرس اللغة الإسبانية ووجهت "للأسوانى" مجموعة من الأسئلة، بدأتها بسؤاله: "ما الذى دفعك لاتخاذ قرار الكتابة للأدب؟" فقال: "على العكس ما يظنه البعض فأنا أديب تحول لدراسة الطب، وأضاف: والدى الكاتب "عباس الأسوانى" أقنعنى أن أمتهن عملا يدر دخلا لأن الكتابة فى مصر "لا تؤكل عيش"، فامتهنت طب الأسنان وهى مهنة جميلة أتاحت لى التعرف على الناس.
وسألته عن تأثره بالأدب العالمى لأنه يجيد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية فقال: "الأدب حديقة بها ألف وردة وتحقق ألف شكل مختلف للجمال فلا يوجد معادلة واحدة"، وأضاف "أتصور أن الأدب الروسى فى القرن الـ19 أنجب أهم الروائيين فى التاريخ بلا جدال مثل ديستوفيسكى وتشيكوف، بالإضافة إلى اللاتينى "ماركيز" الذى أقدسه كما أشار إلى حبه للأدب العربى القديم.
ثم سئل عن "لحظة ميلاد" الرواية لديه وكيف يشعر بها فقال "كتابة الرواية مثل قصة حب لا تستطيع أن تقرر متى تدخل فيها؟ وأين تعثر عليها؟"، واستشهد بمقولة "ايزابيل الليندى" القائلة "القصة القصيرة تسقط على رأسى مكتملة كتفاحة، أما الرواية فاكتب كل يوم حتى اراها وانتجها"و أضاف "فأنا أكتب لأصنع حياة على الورق".
وسألته "عبد الحافظ" عن سر إقبال القارئ العادى على أعماله بهذا الشكل الكبير، فقال "أكره كلمة "القارىء العادى" لأن بها استعلاء على القارئ وبدون القراء لا يمكن أن نسمى "كتابا"، وأضاف" شاع فى فترة من الفترات مقولة "إذا اقبل القراء على أعمالك فهذا يعنى افتقادها لعناصرها الفنية" وأنا ضد هذا الكلام وضرب مثلا "بماركيز" الذى اخذ الرواية من حقل التجريب وأعادها إلى الحكاية وخلق مدرسته "الواقعية السحرية" وأصبح له قراء بالملايين.
وعن رأيه فى مصطلح "الأدب الملتزم" قال، لا وجود لما يسمى "الأدب الملتزم" لأن الأدب بشكل عام هو فن ملتزم يدافع عن الإنسان وعن حريته وقيمه وكرامته، وأضاف: "أتصور أن هذا المصطلح ظهر فى فترة سيطرة "الواقعية الاشتراكية" فى الخمسينيات والستينيات.
وسأله أحد الطلاب عن رأيه فى ما سيحدث فى انتخابات 2010 فقال: إذا حدث وجرت انتخابات سأدلى برأيى فما يحدث هو نوع من المسرحيات الرديئة التى تصنعها لنا الحكومة فبدلا من أن تخلق إصلاحا ديمقراطيا تتركنا نتحدث عن الاصلاح الديمقراطي، وأضاف "الشىء الوحيد الذى تصنعه الحكومة بكفاءة هى أن "تنتخب بدلا منا".
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول رأيه فى أزمة الجزائر الأخيرة قال: "ما حدث فى الجزائر اعتداء على كرامة المصريين ولابد لنا من وقفة وعقاب، واستكمل "الحكومة الجزائرية كانت تقف وراء هذه الاعتداءات فالأمر تخطى مباراة كرة قدم إلى رغبة فى إذلال المصرى وإهانته"، وأضاف "لا أتصور أن الحكومة الجزائرية بريئة خاصة بعد أن استخدم الطيران الحربى فى السودان ومنح الجزائريين وجبات كتب عليها "وجبة مقاتل" وأشار إلى حادثة اعتداء "الأخضر البلومى" لاعب المنتخب الجزائرى فى الثمانييات على طبيب مصرى حتى أفقده "عينه" ووصفه بالمجرم الذى تواطأت معه الحكومة المصرية وأفرجت عنه وقتها"، وأضاف: "أتصور لو كنا عاقبناه وقتها لتجنبنا ما يحدث الآن".
واستكمل: "القومية العربية والعروبة على "عينى ورأسى"، لكن بعد أن نأخذ حقوقنا". وأضاف "كرامة المصرى مهدرة فى كل مكان، وفى السعودية أطباء يجلدون ومعتقلون بالآلاف لا تعلم الحكومة عنهم شيئا، وفى الكويت وليبيا وغيرها ولكن آن الأوان لوقف الاعتداءات المجانية على المصريين".
اتفق غالبية الحضور مع "الأسوانى" وقابلوا كلماته بتصفيق طويل، فيما اختلف معه أحد الحاضرين وقال "الأمر لا يعدو سوى أن يكون مباراة كرة قدم فلماذا لا تدعو إلى تهدئة الموقف بالتعاون مع الكتاب الجزائريين؟".
فقال:الموضوع لا علاقة له بكرة القدم، بل هو اعتداء مدبر على كرامة المصريين عمدوا من خلاله إلى احداث اكبر قدر من الاصابات والترويع والإذلال حتى إنهم طلبوا منهم الكشف عن عوراتهم أمام النساء. وأضاف "أطالب باعتذار رسمى بعد فتح باب التحقيق والمحاكمة أمام المحاكم الجنائية الدولية".