أكد أحمد رائف، المؤرخ الإخوانى، على أن قيادات الجماعة لن يدرسوا أى مبادرة داخلية للإصلاح أو التغيير، وأشار إلى أن القابضين على زمام الأمور فى الجماعة حاليا يتقاضون ما بين 15 و40 ألف جنيه شهريا، ولن يتنازل أى منهم عن هذه المكافآت، ولن يفيق الإخوان إلا بعد أن يجدوا كل شىء انهار فوق رؤوسهم.
جاء ذلك تعليقا على موقف الإخوان المناهض للمبادرات الإصلاحية التى أطلقها البعض من قيادات الجماعة مؤخرا، وعلى رأسهم د.عصام العريان، رئيس المكتب السياسى، ود. محمد البلتاجى عضو الكتلة البرلمانية، ونداء الشيخ يوسف القرضاوى الذى قابله الإخوان باستهجان شديد لم يتوقعه أحد، وهو ما أكده رد كل من د. رشاد بيومى وجمعة أمين عضوى مكتب الإرشاد، عن أنه لا أمل فى تغيير داخلى فى الوقت الحالى على الأقل مهما كانت الانتقادات، ومهما كان مستوى قائلها، مبررين ذلك بتعرض الجماعة لمكائد من النظام الذى لجأ لنشر الشائعات والخديعة والوقيعة، والحصار على الجماعة، مستندين على أنهم أصحاب المنهج الربانى.
يقول د. عمرو الشوبكى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام الإستراتيجى، "لا فرق بين الإخوان المسلمين والحزب الوطنى عندما يتعلق الأمر بالنقد الداخلى للقيادة أو لأسلوب العمل"، وأن المفردات المستخدمة هنا ليس لها علاقة بالسياسة، وتعامل الإخوان مع المبادرات يكون بالتجاهل أو بالرفض التام والتحقيق الداخلى وهو نفسه الوضع ذاته فى الحزب الحاكم، وهذه الردود تعكس حسب رأيه الفرق بين طريقة تفكير جيل يسيطر عليه العمل الدعوى ويتحرك على أنه جماعة دينية، وجيل مثل البلتاجى أو العريان مارس العمل السياسى العام فى الشارع.
ما يسوقه اثنان من الحرس القديم من ردود عبر مقالات تظهر كأنها بيانات داخلية هدفها تحذير الجميع من الاقتراب من نقد القيادات، خاصة بعد أن تم تمرير أخبار بالتحقيق مع العريان والبلتاجى.
استند العريان فى جزء كبير من مبادرته على ما جاء فى وثيقة خيرت الشاطر نائب المرشد العام المحكوم عليه بالسجن سبع سنوات فى محاكمة عسكرية، وهى الوثيقة التى أرسلها قبل شهرين ينتقد فيها أداء الجماعة وابتعادها عن الشارع وعن تحقيق أى نصر سياسى. وهو ما أدى إلى انتشار سؤال تهكمى بين الشباب "متى نرى مكتب الإرشاد يحقق مع الشاطر، أو مع عاكف"!
د. محمد بديع، عضو مكتب الإرشاد، يبرر موقف مكتب الإرشاد من المبادرات بأنه خلاف مع الأسلوب وطريقة عرض المقترحات، فلا يعقل حسب قوله مناقشة مبادرة داخلية فى الإعلام، وإدارة نقاش عن شأن الجماعة الداخلى من قيادى بالجماعة، قبل أن يعرض على الهيكل التنظيمى، فأى اقتراح يتم دراسته ويؤخذ ما يناسب منه.
إلا أن د.عبد الستار المليجى، عضو مجلس شورى الجماعة السابق، يدحض هذه المبررات، ويحكى عن تجربته الشخصية التى ظل فيها عشر سنوات يقدم خلالها دراسات ومذكرات لمكتب الإرشاد، لكن دون رد، ولديه وثائق ومستندات تؤكد هذا، وعندما يتم تقديم أى مقترح من القواعد أو القيادات الوسيطة فتسكون الإجابة "انشغل بنفسك وأصلح نفسك تنصلح جماعتك"، وعندما يتقدم أحد برؤية للتطوير أو التغيير يكون الرد استجواب مقدم بأسئلة "هل أديت صلاة الفجر فى جماعة ؟ وهل أديت ما عليك من إخوانك"؟.
خروج د.عبد المنعم أبو الفتوح مؤخرا من السجن قد يغير هذا الوضع، ويرى ثروت الخرباى القيادى السابق فى الجماعة أن أبو الفتوح قد يشكل تحالفا مع د.محمد السيد حبيب، نائب أول المرشد، لإحداث تغيير فى الإدارة أو على الأقل فى تناول مثل هذه القضايا ومناقشات التطوير الداخلى، إلا أن د.الشوبكى يرى أن هذا لن يحدث، فالجناح المحافظ مازال يثبت كل يوم أنه المسيطر الحقيقى، وصانع القرار، رغم اعترافه أن هناك تزايدا للحركة النقدية والتذمر الداخلى، ولكنه حسب تعبيره "ضجيج بلا طحين".
ويرد بديع بأنهم قبلوا بعض المقترحات من الشباب التى طالبت بأن يدخل الشباب مكتب الإرشاد وحسب قوله، إن الخمسة المنتخبين العام الماضى من الشباب وهم أصغر أعضاء المكتب.
ويقول د. رشاد البيومى فى رده على المبادرات "أطمئن الجميع أن القائمين على الأمر عند حسن الظن، ومؤهلون علميًّا بدرجات عالية، وعلى دراية بكل الوسائل العلمية قديمها وحديثها، وأى أمر يُعرَض يأخذ حقه من الدراسة والبحث، ولا يصدر الرأى إلا بعد تمحيص وتدقيق، ولكنا نطلب الإفادة من كل صاحب جهد، ولكن لا تنسوا أننا فى سجن كبير".
ويرد المليجى بأن هذه ليست أخلاق القيادة التى تبرر سجنها بالاستمرار فيه دون أن تفكر فى كيفية إنهائه، وتساءل طالما أن كل مقترح يتم دراسته فلماذا لم يتم مناقشة وثيقة الشاطر وعرضها على القواعد، ويجيب المليجى بأن الجالسين فى مقاعد القيادة يفكرون بمنهج الأربعينات والستينات، ولا يريدون أن يخرجوا إلى القرن الواحد والعشرين، فالقيادات كما يقول تتذرع بأن فكرتهم ربانية.
ويكشف المليجى أنه كان شاهدا من خلال عشر سنوات قضاها فى مجلس الشورى لم يتم استشارته أو أخذ رأيه فى شىء، وأنهم يستطلعون رأى من يريدون ويسقطون من حسباتهم من يخالفهم فى الرأى ولو مرة، كما هو الحالى مع الشيخ القرضاوى الذى خرج عليه بعضهم قبل أيام، واستنكر أن يتحدث القرضاوى فى شأن الجماعة أو ينتقد ما يتم داخل مكتب الإرشاد.
أحمد رائف: مرتبات قيادات الإخوان تتراوح ما بين 20 و40 ألف جنيه شهريا.. وأعضاء الإرشاد يؤكدون: لا أمل فى أى تغيير داخلى فى الوقت الحالى.. والشوبكى لا يرى فرقا بين الجماعة و"الوطنى"
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009 02:06 م
أحمد رائف المؤرخ الإخوانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة