شكك عدد من الصحفيين المشاركين، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده اتحاد الصحفيين العرب ومنظمة الحماية من الأسلحة وآثارها عن الألغام فى الوطن العربى، فى المعلومات التى أدلى بها السفير فتحى الشاذلى، مدير الأمانة التنفيذية لمشروع إزالة الألغام بوزارة التعاون الدولى، والتى أكد فيها أن عدد ضحايا الألغام فى مصر بلغ وفق قاعدة البيانات التى أعدتها الأمانة 661 شخصا، وهو ما اعترض عليه أحد الصحفيين بقوله إن العدد أكثر من ذلك بكثير،علاوة على أن الأعضاء الصناعية التى يتم تركيبها للمصابين عن طريق المشروع فى مركز العجوزة الطبى التابع للقوات المسلحة هى أجهزة مصنوعة فى الصين وليست ألمانية، مما دفع الشاذلى إلى القول بأن هذا أمر غير معقول".
وطلب من الصحفى إثبات ذلك، فحضر بالفعل أحد الأشخاص من مرسى مطروح وقال أمام الحضور " العديد من أهلى وأصدقائى المصابين، فوجئوا بأن الأجهزة التى تم تركيبها لهم فى مركز العجوزة صينية الصنع"، وهو الأمر الذى أغضب الشاذلى ودفعه ليقول لأحد مساعديه "ابقى بلغ اللواء رضا بالكلام دا، قوله إن الأجهزة اللى بتركبها وبتخلى الناس تمضى على 13 ألف جنيه مش ألمانية ولكنها صينية".
السفير فتحى الشاذلى أكد أن القانون الدولى لا يعترف بتجريم الدول التى قامت بزراعة الألغام فى مصر، وهو الأمر الذى أدى إلى امتناع مصر عن الانضمام لاتفاقية "أوتاوا" لحظر زراعة الألغام قائلا "هؤلاء المجرمون مارسوا ضغوطا أثناء عمل الاتفاقية، لاستبعاد حصيلة الألغام فى الحرب العالمية الثانية".
مضيفا أن هناك محكمة وحيدة فى العالم يمكن أن تلجأ إليها الحكومة المصرية لمعاقبة الدول المتسببة فى الألغام وهى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، قائلا إن الجمعيات الأهلية فى مرسى مطروح بالتعاون مع الأمانة تقوم حاليا بإعداد ملف عن ضحايا الألغام والمخاطر التى تهدد مصر إنسانيا وتنمويا لعرضها على هذه المحكمة وأشار الشاذلى إلى أن الفترة التى ستستغرقها إزالة الألغام فى مصر هى من 5 إلى 6 سنوات.
بينما عرض أيمن سرور المدير التنفيذى لمنظمة مكافحة الألغام وحقوق الإنسان، ما جاء فى النسخة العربية من تقارير الدول العربية فى مرصد الألغام الأرضية الذى تصدر نسخته الأصلية عن "الحملة الدولية لحظر الألغام" خلال العشر سنوات الماضية، حيث جاء فيها إن عدد الألغام فى منطقة الشرق الأوسط يتراوح بين 35 مليونا حتى 42 مليون لغم، وتقدر مساحة الأرض المتأثرة بالألغام ومخلفات الحروب بأكثر من 5070 كم مربع، بينما يبلغ متوسط عدد الضحايا حوالى 700 ضحية سنويا ونسبة كبيرة منهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، أما بالنسبة لنصيب مصر يبلغ 21,800 مليون لغم.
كما رفض مكرم محمد أحمد- الأمين العام للاتحاد ونقيب الصحفيين المصريين– ربط مساعدة مصر بإزالة الألغام فى الصحراء الغربية بتوقيعها على اتفاقية "اوتاوا" التى ترفض مصر التوقيع عليها خشية على حدودها مع إسرائيل قائلا إن مصر تمتنع عن توقيعها نظرا إلى امتناع إسرائيل عن التوقيع وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى الخوف على حدودها مع إسرائيل.
بينما عبرت الفنانة فردوس عبد الحميد عن دهشتها من عدم الانتباه إلى مشكلة الألغام إلا فى وقت قريب متسائلة "أين الحكومة من هذه المشكلة الضخمة ولحساب من تم إهمالها عشرات السنوات" مطالبة بحملة قومية تقودها وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى لمحاكمة الدول المتسببة فى زراعة الألغام بعيدا عما وصفته بالبيروقراطية الحكومية مع توعية المواطنين بمخاطرها.
مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة