حالة من الغضب استقرت داخل مشاعر المصريين بسبب ما حدث فى المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر التى أقيمت فى السودان منذ أيام، وهو الحدث الذى جعل عددا كبيرا من فنانى ومثقفى مصر إلى اتخاذ مواقف عدة، فقد مثلت الأحداث جرحا للمصريين كافة لا يمكن نسيانه بسهولة، كما لا يمكن تجاهله، خاصة أنه كان منظما وسبقته نيه أعلن عنها الجزائريون قبل المباراة، لكن هناك من رفض التعميم، والقول بأن الشعب الحزائرى هو من فعل ذلك، واصفا هؤلاء بقلة وكان منهم الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة، والذى قال إن هؤلاء مجموعة قليلة من السفهاء المتطرفين، لا تمثل الشعب الجزائرى.
وقال عصفور إن هذه المجموعة التى قامت بتلك الواقعة هى التى يجب أن تتم معاقبتها وهذا هو دورنا الذى يجب أن نقوم به، أن نطالب الحكومة الجزائرية بمحاكمة كل من أساء لمصر أو شعبها، وإن لم تفعل الحكومة الجزائرية ذلك فعلى الحكومة المصرية أن تتحرك من أجل رد اعتبار أبنائها، مضيفا أن هذا ما قام به الرئيس مبارك من خلال خطابه الذى كان بمثابة رسالة واضحة للحكومة الجزائرية تطالب برد واعتذار رسمى عما حدث، ويجب علينا انتظار الرد من الجزائرين على هذه الأحداث وبناء على ردهم نأخذ موقفنا.
وأكد عصفور أن هذا لا يعنى تنازلا عن حق المصريين وإنما أخذ الحق بالحكمة والحزم دون اللجواء لتصرفات تؤذى مشاعر أشقائنا الجزائرين.
ورفض عصفور مقاطعة الجزائر على المستوى الثقافى أو غيره قائلا: لا يجب أن نترك انفعالنا يقودنا فبين الشعب المصرى والجزائرى تاريخ طويل اختلط فيه الدم، فكما قدم المصريون للجزائر شارك الجزائريون فى حروب مصر ضد إسرائيل، فنحن فى النهاية عرب ولا يجب أن ننسى هذه الحقيقة، وإن كان هناك من أساء إلينا فيجب أن نتخذ موقف العاقل ونمارس التعقل فى مواقفنا، مؤكدا أنه لن يقاطع الجزائر وسيذهب إليها إن سمحت ظروفه الصحية بذلك.
بينما عبر الشاعر إبراهيم أبو سنة عن استيائه لما حدث قائلا: لا أتصور أن تتحول الرياضة وكرة القدم إلى معركة حربية، فمن ذهب للإستاد من الجزائريين نوعية خاصة ذهبت إلى هناك لتقوم بدور منوط بها وتوصل رسالة إلى المصريين وهى تأييد روح العنصرية والانتقام والتعصب، وتجاهل التسامح، ضاربة بعرض الحائط التاريخ المشترك بين مصر والجزائر، مضيفا أن هذه الرسالة خرجت على تقاليد العلاقة التاريخية بين دولتين تنتميان لأمة واحدة، واصفا ما حدث بالفعل الفاضح الذى يمثل نكسة للقيم الإنسانية، مؤكدا أن الرياضة هدفها توثيق العلاقات بين البلاد ولتصفية الخلافات بين الدول، لكن حدث العكس.
ورفض أبو سنة فكرة مقاطعة الجزائر ثقافيا أو على أى مستوى قائلا إنها أزمة سيتغلب عليها الزمن وقد يجمعنا قريبا موقف يضعنا مع الجزائريين فى إطار العروبة، وقد يحتاج كل منا للآخر كما حدث من قبل، كل هذا يقرره المستقبل، لذلك لا يمكن اتخاذ موقف بالمقاطعة، بالرغم من الغضب الشديد الذى أشعر به والتعاطف مع جمهورى وبلدى فى هذه المحنة، إلا أن المستقبل لا يمكن الحكم عليه، فقد يعتذر الجزائريون بشكل يجعلنا نتجاوز الأزمة، ورفض أبو سنة التعامل مع الجزائريين فى هذا الوقت لكن فى المستقبل قد تعود العلاقات كما كانت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة