اهتمت مجلة التايم الأمريكية بالتعليق على تداعيات مبارة مصر والجزائر، وقالت إنه لا يوجد شىء مثل التهديد بالحرب له مفعول السحر فى حشد دعم الأمة، ولهذا لم يكن من المستغرب أن الحشد فى حرب الكرة القدم بين مصر والجزائر ربما يكون أكبر تحرك شعبى حققه الرئيس حسنى مبارك الذى يفتقر للشعبية منذ وقت طويل.
وتنقل المجلة عن د.مصطفى السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله، إن الرئيس مبارك أضفى على المبارة الطابع السياسى، فقد وصفت الصحف الرسمية اللقاء بين مصر والجزائر بأنه حاسم للغاية ومهم جداً.
وقد نجح الأمر، كما تقول التايم فقد انتبه المراقبون المصريون والأجانب على حد السواء فى أعقاب مباراة مصر والجزائر فى الخرطوم لمستوى الحماسة القومية والتعبئة الجماهيرية التى نادراً ما شوهدت من قبل، وفى الوقت الذى يواجه فيه الرئيس مبارك موجة متصاعدة من المعارضة الداخلية ففى ليلة المباراة الأولى فى القاهرة، التى فازت فيها مصر بهدفين، تدفق آلاف من المصريين إلى شوارع القاهرة يصرخون ويرقصون.
وبعد المباراة الثانية فى الخرطوم التى خسرت فيها مصر، تحول التركيز إلى الانتقام، على حد تعبيرها. فاحتشد المئات أمام مقر السفارة الجزائرية فى القاهرة وحرقوا الأعلام الجزائرية واشتبكوا فى النهاية مع رجال شرطة مكافحة الشغب. حتى عندما اتخذ الأمر منحنى أسود، فإن موجة العاطفة خدمت مصالح النظام المصرى.
ويقول المحللون إنه من غير المحتمل أن تفضى هذه الحرب الكروية بين دولتى شمال أفريقيا إلى خلاف دبلوماسى مستمر، لكن يبدو أن أحداً لم يفكر فى أن الأمور ستصل إلى هذا المستوى.
وتنقل التايم عن الناشط حسام الحملاوى قوله، إن النظام كان يخطط لاستمرار هذه الهستريا ويحاول التصعيد دبلوماسياً ضد الجزائر فى الأوساط العربية والدولية سواء فى الجامعة العربية أو الفيفا أو اتحاد شمال أفريقيا لكرة القدم، وذلك من أجل الاحتفاظ بمكاسب داخلية إلا أنه يبدو أنه تم التراجع عن هذه الخطوة بعد أن كان رد الفعل العربى والدولى غير مؤيد لمصر.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول، إنه إذا كانت مصر قد نجحت فى التأهل للمونديال، فإن مشاعر الفخر كانت لتدعم النظام الذى يتعرض للانتقادات الحادة.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
لا يوجد شىء مثل التهديد بالحرب له مفعول السحر فى حشد دعم الأمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة